الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ آتَانِيَ ٱللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } * { ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } * { قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } * { قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } * { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } * { قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } * { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } * { قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ } إلى سليمان { بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ } فأنتظر { بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ } الرسل { فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ } رسولها إلى سليمان { قَالَ } سليمان { أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ } هدية { فَمَآ آتَانِي ٱللَّهُ } أعطاني الله من الملك النبوة { خَيْرٌ } أفضل { مِّمَّآ آتَاكُمْ } أعطاكم من المال { بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } إن ردت إليكم { ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ } بهديتهم { فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ } بجموع { لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا } لا طاقة لهم بها { وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ } من سبأ { أَذِلَّةً } مغلولة أيمانهم إلى أعناقهم { وَهُمْ صَاغِرُونَ } ذليلون { قَالَ } سليمان { يَٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } بسريرها { قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } مستسلمين مصالحين { قَالَ عِفْرِيتٌ } شديد { مِّن ٱلْجِنِّ } يقال له عمرو { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ } من مجلسك للقضاء وكان مجلس قضائه إلى انتصاف النهار { وَإِنِّي عَلَيْهِ } على حمله { لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } على ما فيه من الجواهر واللؤلؤ والذهب والفضة قال سليمان بل أريد أسرع من هذا { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ } اسم الله الأعظم يا حي يا قيوم وهو آصف بن برخيا { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } قبل أن يبلغ إليك الشيء الذي رأيته من بعيد { فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً } ثابتاً { عِندَهُ } يعني عرشها عند عرشه { قَالَ } لآصف { هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي } من منة ربي { لِيَبْلُوَنِيۤ } ليختبرني { أَأَشْكُرُ } نعمته { أَمْ أَكْفُرُ } أم أترك شكر نعمته { وَمَن شَكَرَ } نعمته { فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } ثواب ربه { وَمَن كَفَرَ } ترك شكر نعمته { فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ } عن شكره { كَرِيمٌ } متجاوز لمن تاب لا يعجل بالعقوبة { قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } غيروا سريرها فزيدوا فيه وانقصوا منه { نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ } أتعرف { أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } لا يعرفون { فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ } قال لها سليمان { أَهَكَذَا عَرْشُكِ } سريرك شبهوه عليها { قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ } شبهتموه علي { وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا } فقال سليمان قد أعطاني الله بتغيير سريرها ومجيئه من قبل مجيئها.

{ وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } أي مخلصين من قبل مجيئها { وَصَدَّهَا } صرفها سليمان ويقال صرفها الله { مَا كَانَت } عما كانت { تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني الشمس { إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } المجوس { قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ } القصر { فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً } ماء غمراً يعني كثيراً { وَكَشَفَتْ } رفعت ثيابها { عَن سَاقَيْهَا قَالَ } لها سليمان { إِنَّهُ صَرْحٌ } قصر { مُّمَرَّدٌ } أملس { مِّن قَوارِيرَ } تحته ماء فلا تخافي واعبري عليه { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } بعبادتي الشمس { وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ } على يد سليمان { لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد الجن والإنس.