الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } * { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } * { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { طسۤ } يقول ط طوله وسين سناؤه ويقال قسم أقسم به { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } إن هذه السورة آيات والقرآن وكتاب مبين بالحلال والحرام { هُدىً } من الضلالة { وَبُشْرَىٰ } بالجنة { لِلْمُؤْمِنِينَ } المصدقين في إيمانهم ثم بين نعتهم فقال { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَهُم بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت والجنة والنار { هُمْ يُوقِنُونَ } يصدقون { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت أبا جهل وأصحابه { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } في الكفر { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } يمضون عمهة لا يبصرون { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } شدة العذاب في النار { وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } يوم القيامة { هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } المغبونون بذهاب الجنة ودخول النار { وَإِنَّكَ } يا محمد { لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ } يقول ينزل عليك جبريل بالقرآن { مِن لَّدُنْ } من عند { حَكِيمٍ } في أمره وقضائه { عَلِيمٍ } بخلقه { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ } حيث تحير في الطريق { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } رأيت ناراً عن يسار الطريق أمكثوا هاهنا { سَآتِيكُمْ } حتى آتيكم { مِّنْهَا } من عند النار { بِخَبَرٍ } عن الطريق { أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } بشعلة مقتبسة { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } لكي تدفؤوا وكان في شدة من الشتاء { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ } يقول بوركت النار { وَمَنْ حَوْلَهَا } من الملائكة وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود ويقال تبارك من نور هذا النور ويقال بورك من في الطلب يعني موسى من أقام حوله من الملائكة { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد الجن والإنس { يَٰمُوسَىٰ إِنَّهُ } الذي دعاك { أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن بي { ٱلْحَكِيمُ } في أمري وقضائي أمرت أن لا يعبد غيري { وَأَلْقِ عَصَاكَ } من يدك فألقاها { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ } تتحرك { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } حية لا صغيرة ولا كبيرة { وَلَّىٰ مُدْبِراً } أدبر هارباً منها { وَلَمْ يُعَقِّبْ } لم يلتفت إليها من خوفها قال الله { يَٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ } منها { إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ } عندي { ٱلْمُرْسَلُونَ إِلاَّ مَن ظَلَمَ } ولا من ظلم { ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ } ثم تاب بعد ذلك فإنه ينبغي له أن لا يخاف أيضاً { فَإِنِّي غَفُورٌ } متجاوز لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة.