الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } * { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } * { وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } * { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } * { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } * { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } * { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } * { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } * { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } * { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } * { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } * { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }

{ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ } ثناء حسناً { فِي ٱلآخِرِينَ } في الباقين بعدي { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } من نازلي جنة النعيم { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ } اهدِ أبي { إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } إنه كان ضالاً كافراً { وَلاَ تُخْزِنِي } لا تعذبني { يَوْمَ يُبْعَثُونَ } من القبور { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ } كثرة المال { وَلاَ بَنُونَ } كثرة البنين { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } خالص من الذنب وحب الدنيا ويقال سليم من بغض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ } قربت الجنة { لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش فصارت لهم منزلاً { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } أظهرت ويقال لاحت الجحيم { لِلْغَاوِينَ } للكافرين فصارت لهم منزلاً { وَقِيلَ لَهُمْ } لعبدة الأوثان { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } في الدنيا من الأصنام { هَلْ يَنصُرُونَكُمْ } هل يمنعونكم من عذاب الله { أَوْ يَنتَصِرُونَ } يمتنعون بأنفسهم من العذاب { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } فطرحوا فيها وجمعوا في النار { هُمْ } كفار مكة وسائر كفار الإنس { وَٱلْغَاوُونَ } كفار الجن وآلهتهم { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ } ذرية إبليس { أَجْمَعُونَ } وهم الشياطين { قَالُواْ } يعني الكفار { وَهُمْ فِيهَا } في النار { يَخْتَصِمُونَ } مع آلهتهم ورؤسائهم وذرية إبليس { تَٱللَّهِ } والله { إِن كُنَّا } قد كنا { لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في خطأ بين في الدنيا { إِذْ نُسَوِّيكُمْ } نعدلكم { بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } في العبادة { وَمَآ أَضَلَّنَآ } ما صرفنا عن الإيمان والطاعة { إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون قبلنا الذين اقتدينا بهم { فَمَا لَنَا } فليس لنا أحد { مِن شَافِعِينَ } من الملائكة والنبيين والصالحين يشفع لنا { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } لا ذي قرابة يهمه أمرنا { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } رجعة إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } مع المؤمنين بالإيمان { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما ذكرت من حالهم { لآيَةً } لعلامة وعبرة { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } لو رجعوا إلى الدنيا ويقال لم يكونوا مؤمنين وكلهم كانوا كافرين { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة منهم { ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } نوحاً وجملة المرسلين الذين ذكرهم نوح { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ } نبيهم { نُوحٌ } ولم يكن أخاهم في الدين ولكن كان من قرابتهم { أَلاَ تَتَّقُونَ } عبادة غير الله { إِنِّي لَكُمْ } من الله { رَسُولٌ أَمِينٌ } على الرسالة ويقال قد كنت فيكم أميناً قبل هذا فكيف تتهموني اليوم { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فاخشوا الله فيما أمركم من التوبة والإيمان { وَأَطِيعُونِ } اتبعوا أمري وديني { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } على التوحيد { مِنْ أَجْرٍ } من رزق { إِنْ أَجْرِيَ } ما رزقي { إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فاخشوا الله فيما أمركم به من التوبة والإيمان { وَأَطِيعُونِ } اتبعوا وصيتي.