الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } * { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ } * { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } * { قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } * { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } * { قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } * { قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } * { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ } * { قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } * { وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } * { قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } * { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ }

{ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } ولا تعذبهم فنظر فرعون إلى موسى { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } صغيراً يا موسى { وَلَبِثْتَ } مكثت { فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } ثلاثين سنة { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ } قتلت النفس التي قتلت { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } بنعمتي الساعة { قَالَ } موسى { فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ } من الجاهلين بنعمتك علي { فَفَرَرْتُ } فهربت { مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ } على نفسي بالقتل { فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً } فهماً وعلماً ونبوة { وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } إليك وإلى قومك { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ } هذه نعمة { تَمُنُّهَا عَلَيَّ } يا فرعون ولا تذكر جفاك علي { أَنْ عَبَّدتَّ } بأن استعبدت { بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ فِرْعَوْنُ } لموسى { وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } من رب العالمين يا موسى إياي تعني { قَالَ } موسى { رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يقول رب العالمين هو رب السموات والأرض { وَمَا بَيْنَهُمَآ } من الخلق والعجائب { إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } مصدقين بأن الله خلقهما { قَالَ } فرعون { لِمَنْ حَوْلَهُ } من الجلساء { أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } إلى ما يقول موسى وكان حوله مائتان وخمسون رجلاً جلوساً عليهم أقبية الديباج مخوصة بالذهب وكانوا خاصته قالوا لموسى من رب السموات والأرض الذي تدعونا إليه يا موسى { قَالَ } موسى { رَبُّكُمْ } هو ربكم { وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ قَالَ } فرعون لجلسائه { إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } قالوا إلى من تدعونا إليه يا موسى ومن ربنا ورب أبائنا الأولين { قَالَ } موسى { رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ } هو رب المشرق { وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } تصدقون ذلك { قَالَ } فرعون لموسى { لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ } عبدت { إِلَـٰهَاً غَيْرِي } يا موسى { لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } من المحبوسين في السجن وكان سجنه أشد من القتل وكان إذا سجن أحداً طرحه في مكان وحده فرداً لا يسمع فيه شيئاً ولا ينظر فيه شيئاً يهوله به { قَالَ } موسى { أَوَلَوْ جِئْتُكَ } يا فرعون { بِشَيءٍ مُّبِينٍ } بآية بينة على ما أقول { قَالَ } فرعون { فَأْتِ بِهِ } يا موسى { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } بأنك رسول إلي وإلى قومي { فَأَلْقَىٰ } موسى { عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ } حية صفراء ذكر { مُّبِينٌ } عظيم أعظم ما يكون من الحيات قال فرعون هذه آية بينة فهل غير هذه { وَنَزَعَ يَدَهُ } أخرج موسى يده من إبطه { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } لها ضوء كضوء الشمس تعجب الناظرين إليها { قَالَ } فرعون { لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا } الرسول { لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } حاذق بالسحر { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ } مصر { بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } تشيرون علي به.