الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } * { ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَاطِينُ } * { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } * { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } * { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } * { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } * { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } * { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } * { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } * { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } * { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } من أهل قرية { إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } رسل مخوفون { ذِكْرَىٰ } يذكرونهم من عذاب الله { وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } بهلاكهم { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ } بالقرآن { ٱلشَّيَاطِينُ } على عهد محمد عليه الصلاة والسلام { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ } ما هم الشياطين له بأهل { وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } وما يقدرون على ذلك { إِنَّهُمْ } يعني الشياطين { عَنِ ٱلسَّمْعِ } عن الاستماع للوحي { لَمَعْزُولُونَ } لممنوعون { فَلاَ تَدْعُ } فلا تعبد { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } من الأوثان { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } في النار { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } في الرحم { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } لين جانبك للمؤمنين { فَإِنْ عَصَوْكَ } قريش { فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } وتقولون في كفركم.

{ وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة من أعدائه { ٱلرَّحِيمِ } بك وبالمؤمنين { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } إلى الصلاة { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } مع أهل الصلاة في الركوع والسجود والقيام ويقال في أصلاب آبائك الأولين { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبأعمالهم { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } أخبركم { عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } بالكهانة { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } فاجر كاهن وهو مسيلمة الكذاب وطلحة { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } يستمعون إلى كلام الملائكة يعني الشياطين { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } يستمعون واحداً ويجعلونه مائة ثم يخبرون بذلك الكهنة { وَٱلشُّعَرَآءُ } عبد الله بن الزبعرى وأصحابه يقولون الشعر { يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } الراوون يروون عنهم { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر يا محمد { أَنَّهُمْ } يعني الشعراء { فِي كُلِّ وَادٍ } في كل فن ووجه { يَهِيمُونَ } يذهبون ويأخذون يذمون ويمدحون { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ } في شعرهم { مَا لاَ يَفْعَلُونَ } أنا وأنا وليس كذلك ويقال ما لا يقدرون أن يفعلوا وكلاهما غاويان الشاعر والراوي { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن حسان بن ثابت وأصحابه { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فميا بينهم وبين ربهم { وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً } في الشعر { وَٱنتَصَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم بالرد على الكفار { مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } هجوا هجاهم الكفار { وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } هجوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه { أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } أي مرجع يرجعون في الآخرة وهي النار يعني إن لم يؤمنوا بطس والقرآن الحكيم والله تعالى أعلم بأسرار كتابه.