الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ ٱلأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } * { وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِيۤ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً } * { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } * { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } * { أَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } * { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } * { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } * { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } * { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً } * { لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً }

{ وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ ٱلأَمْثَالَ } بينا لكل قرن عذاب القرون الذين قبلهم فلم يؤمنوا { وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } أهلكناهم إهلاكاً بعضهم على أثر بعض { وَلَقَدْ أَتَوْا } مضوا كفار مكة { عَلَى ٱلْقَرْيَةِ } قريات لوط { ٱلَّتِيۤ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ } يعني الحجارة { أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا } ما فعل بها وبأهلها فلا يكذبونك بما تقول لهم { بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً } لا يخافون البعث بعد الموت { وَإِذَا رَأَوْكَ } كفار مكة { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } ما يقولون لك إلا استهزاء وسخرية يقولون { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } إلينا { إِن كَادَ } قد كاد { لَيُضِلُّنَا } ليصرفنا { عَنْ آلِهَتِنَا } عن عبادة آلهتنا { لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا } ثبتنا على عبادتها { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } وهذا وعيد من الله لهم { حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } دينا أو حجة { أَرَأَيْتَ } يا محمد { مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } من عبد إلهه بهوى نفسه يعني النضر وأصحابه { أَفَأَنتَ } يا محمد { تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } حفيظاً من الخروج إلى هذا الفساد نسختها آية الجهاد ويقال كفيلاً بالعذاب { أَمْ تَحْسَبُ } يا محمد { أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ } الحق { أَوْ يَعْقِلُونَ } الحق إذا استمعوا إلى كلامك { إِنْ هُمْ } ما هم بفهم الحق { إِلاَّ كَٱلأَنْعَامِ } كالبهائم لا تعقل إلا الأكل والشرب فهو كذلك في استماع الحق { بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } عن الحجة والدين لأنه ليس على البهائم السبيل والحجة { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ } ألم تنظر إلى صنع ربك { كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ } كيف بسط الظل بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس من المشرق إلى المغرب { وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً } لتركه دائماً يعني الظل لا شمس معه { ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ } على الظل { دَلِيلاً } حيثما تكون الشمس يكون الظل قبل ذلك ويقال دليلاً تتلوه { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ } يعني الظل { إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } هيناً ويقال خفياً { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِبَاساً } ملبساً يلبس كل شيء فيه { وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً } استراحة لأبدانكم { وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } مطلباً لمعايشكم { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً } طيباً { بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } قدام المطر { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً } يطهر ولا يطهر { لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } مكاناً لا نبات فيه { وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً } بهائم { وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً } خلقنا كثيراً من الناس.