الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } * { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } * { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } * { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } * { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } * { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } * { وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ ٱلرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً }

{ ٱلْمُلْكُ } القضاء { يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ } العدل { لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } شديداً عسره وشدد ذلك اليوم على الكافرين { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ } الكافر عقبة بن أبي معيط { عَلَىٰ يَدَيْهِ } على أنامله { يَقُولُ يَٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } استقمت على دين الرسول { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } مصافياً في الدين أبي بن خلف الجمحي { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ } عن التوحيد والطاعة { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } محمد صلى الله عليه وسلم بالتوحيد { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } خاذلاً يخذله عند ما يحتاج إليه { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ } محمد صلى الله عليه وسلم { يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } مسبوباً متروكاً لم يقروا به ولم يعملوا بما فيه { وَكَذَلِكَ } كما جعلنا أبا جهل عدواً لك { جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ } قبلك { عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ } من مشركي قومه { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً } حافظاً { وَنَصِيراً } مانعاً مما يراد بك { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبو جهل وأصحابه { لَوْلاَ } هلا { نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } كما أنزلت التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود { كَذَلِكَ } يقول أنزلنا إليك جبريل بالقرآن متفرقاً { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } لنطيب به نفسك ونحفظ به قلبك { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } بيناه تبياناً بالأمر والنهي ويقال أنزلنا جبريل به متفرقاً آية بعد آية { وَلاَ يَأْتُونَكَ } يا محمد { بِمَثَلٍ } بصفة وحجة بيان { إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } بصفة وبيان وحجة ومن فيها نقض حجتهم { وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } تبياناً وحجة حجتهم { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ } يجرون { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } يوم القيامة { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } يعني أبا جهل وأصحابه { أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } منزلاً في الآخرة وعملاً في الدنيا { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } عن الحق والهدى { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } معيناً { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } التسع يعني فرعون وقومه القبط فلم يؤمنوا { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } أهلكناهم إهلاكاً بالغرق { وَقَوْمَ نُوحٍ } أهلكنا { لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ } يعني نوحاً وجملة الرسل { أَغْرَقْنَاهُمْ } بالطوفان { وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً } عبرة لكيلا يقتدوا بهم { وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } للمشركين مشركي مكة { عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً في النار { وَعَاداً } أهلكنا قوم هود { وَثَمُودَاْ } قوم صالح { وَأَصْحَابَ ٱلرَّسِّ } قوم شعيب { وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } لم نسمهم أهلكناهم.