الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } * { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } * { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } * { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } * { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً }

{ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ } يعني الكفار { صَرْفاً } صرف الملائكة ويقال صرف الأصنام عن شهادتهم عليهم أو صرف العذاب عن أنفسهم { وَلاَ نَصْراً } منعا { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ } يكفر منكم يا معشر المؤمنين ويقال من يستقم منكم على الكفر يا معشر الكفار { نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } في النار { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ } يا محمد { مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ } كما تأكل جواباً لقولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام { وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } في الطرق كما تمشي { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } بلية ابتلينا العربي بالمولى والشريف بالوضيع والغني بالفقير يقول الله لأبي جهل وأصحابه { أَتَصْبِرُونَ } مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم سلمان وأصحابه حتى تكونوا معهم في الدين والأمر سواء شرعاً تجلسون معهم { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } بأنهم لا يصبرون على ذلك ويقال أتصبرون يا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على أذاهم حتى أوفيكم ثواب الصابرين وكان ربك بصيراً بمن يؤمن وبمن لا يؤمن منهم { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } البعث بعد الموت يعني أبا جهل وأصحابه { لَوْلاَ أُنْزِلَ } هلا أنزل { عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } فيخبرون بأن الله أرسلك إلينا { أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } فنسأله عنك { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } عن الإيمان حيث سألوا رؤية الرب { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } أبوا عن الإيمان إباء كبيراً ويقال اجترؤوا اجتراء كبيراً حيث سألوا نزول الملائكة عليهم { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ } عند الموت { لاَ بُشْرَىٰ } تقول لهم الملائكة لا بشرى { يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } للمشركين بالجنة { وَيَقُولُونَ } يعني الملائكة { حِجْراً مَّحْجُوراً } حرماً محرماً البشرى بالجنة على الكافرين ويقال ويقولون يعني الكفار عند رؤية الملائكة حجراً محجوراً بعداً بعيداً بيننا وبينكم { وَقَدِمْنَآ } عمدنا { إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ } خير في الدنيا { فَجَعَلْنَاهُ } في الآخرة { هَبَآءً مَّنثُوراً } كتراب من حوافر الدواب ويقال كشيء يحول في ضوء الشمس إذا دخلت في كوة يرى ولا يستطاع أن يمس { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { يَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة { خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } منزلاً { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } مبيتاً من منزل أبي جهل وأصحابه ومبيتهم { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ } عن الغمام لنزول الرب بلا كيف { وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً } الأول فالأول.