{ وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } إلى كتاب الله { وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ } الرسول { بَيْنَهُمْ } بكتاب الله بحكم الله { إِذَا فَرِيقٌ } طائفة { مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } عن كتاب الله وحكم الرسول { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ } لقوم عثمان { ٱلْحَقُّ } القضاء { يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ } إلى النبي صلى الله عليه وسلم { مُذْعِنِينَ } مسرعين طائعين { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } شك ونفاق { أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ } بل شكوا بالله وبرسوله { أَمْ يَخَافُونَ } أيخافون { أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ } يجور الله { عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ } في الحكم { بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الضارون لأنفسهم وكانوا منافقين في إيمانهم ثم ذكر قول المخلصين فقال { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين كقول عثمان حيث قال لعلي بل أجيء معك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قضى بيننا رضيت به فمدحه الله بذلك وقال إنما كان قول المؤمنين المخلصين { إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } إلى كتاب الله { وَرَسُولِهِ } وسنة رسوله { لِيَحْكُمَ } الرسول { بَيْنَهُمْ } بكتاب الله بحكم الله { أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا } أجبنا { وَأَطَعْنَا } ما أمرنا { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب يعني عثمان بن عفان ونزل في عثمان أيضاً لقوله والله لئن شئت يا رسول الله لأخرجن من مالي كله فقال الله { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في الحكم { وَيَخْشَ ٱللَّهَ } فيما مضى { وَيَتَّقْهِ } فيما بقي { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } فازوا بالجنة ونجوا من النار { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } حلف بالله عثمان جهد يمينه { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } من ماله كله { قُل } لهم يا محمد { لاَّ تُقْسِمُواْ } لا تحلفوا { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } هي طاعة معروفة حسنة إن فعلتم ولكن أطيعوا طاعة معروفة معلومة التي أوجبت عليكم { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخير والشر { قُلْ } يا محمد لقوم عثمان { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } في الفرائض { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في السنن والحكم { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن طاعتهما { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ } ما أمر من التبليغ { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } ما أمرتم من الإجابة { وَإِن تُطِيعُوهُ } تطيعوا الله فيما أمركم { تَهْتَدُواْ } من الضلالة { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } عن الله { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ } يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } بعضهم على أثر بعض { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من بني إسرائيل يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ويقال لننزلنهم أرض مكة كما أنزلنا الذين من قبلهم من بني إسرائيل أرضهم بعدما أهلك عدوهم { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ } ليظهرن لهم { دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ } رضي واختار لهم { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ } بمكة { مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ } من العدو { أَمْناً } بعد هلاك عدوهم { يَعْبُدُونَنِي } لكي يعبدوني بمكة { لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } من الأوثان { وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ } التمكين والتبديل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } العاصون.