الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } * { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } إلى كتاب الله { وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ } الرسول { بَيْنَهُمْ } بكتاب الله بحكم الله { إِذَا فَرِيقٌ } طائفة { مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } عن كتاب الله وحكم الرسول { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ } لقوم عثمان { ٱلْحَقُّ } القضاء { يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ } إلى النبي صلى الله عليه وسلم { مُذْعِنِينَ } مسرعين طائعين { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } شك ونفاق { أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ } بل شكوا بالله وبرسوله { أَمْ يَخَافُونَ } أيخافون { أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ } يجور الله { عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ } في الحكم { بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الضارون لأنفسهم وكانوا منافقين في إيمانهم ثم ذكر قول المخلصين فقال { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين كقول عثمان حيث قال لعلي بل أجيء معك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قضى بيننا رضيت به فمدحه الله بذلك وقال إنما كان قول المؤمنين المخلصين { إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } إلى كتاب الله { وَرَسُولِهِ } وسنة رسوله { لِيَحْكُمَ } الرسول { بَيْنَهُمْ } بكتاب الله بحكم الله { أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا } أجبنا { وَأَطَعْنَا } ما أمرنا { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب يعني عثمان بن عفان ونزل في عثمان أيضاً لقوله والله لئن شئت يا رسول الله لأخرجن من مالي كله فقال الله { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في الحكم { وَيَخْشَ ٱللَّهَ } فيما مضى { وَيَتَّقْهِ } فيما بقي { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } فازوا بالجنة ونجوا من النار { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } حلف بالله عثمان جهد يمينه { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } من ماله كله { قُل } لهم يا محمد { لاَّ تُقْسِمُواْ } لا تحلفوا { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } هي طاعة معروفة حسنة إن فعلتم ولكن أطيعوا طاعة معروفة معلومة التي أوجبت عليكم { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخير والشر { قُلْ } يا محمد لقوم عثمان { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } في الفرائض { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في السنن والحكم { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن طاعتهما { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ } ما أمر من التبليغ { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } ما أمرتم من الإجابة { وَإِن تُطِيعُوهُ } تطيعوا الله فيما أمركم { تَهْتَدُواْ } من الضلالة { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } عن الله { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ } يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } بعضهم على أثر بعض { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من بني إسرائيل يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ويقال لننزلنهم أرض مكة كما أنزلنا الذين من قبلهم من بني إسرائيل أرضهم بعدما أهلك عدوهم { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ } ليظهرن لهم { دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ } رضي واختار لهم { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ } بمكة { مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ } من العدو { أَمْناً } بعد هلاك عدوهم { يَعْبُدُونَنِي } لكي يعبدوني بمكة { لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } من الأوثان { وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ } التمكين والتبديل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } العاصون.