{ فِي بُيُوتٍ } يقول هذه القناديل معلقة في بيوت ويقال بيوت { أَذِنَ ٱللَّهُ } أمر الله { أَن تُرْفَعَ } أن تبنى وهي المساجد { وَيُذْكَرَ فِيهَا } في المساجد { ٱسْمُهُ } توحيده { يُسَبِّحُ لَهُ } يصلى لله { فِيهَا } في المساجد { بِٱلْغُدُوِّ } غدوة صلاة الفجر { وَٱلآصَالِ } عشية صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ } لا تشغلهم { تِجَارَةٌ } في الجلب { وَلاَ بَيْعٌ } يداً بيد { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } عن طاعة الله ويقال عن الأوقات الخمس { وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ } إتمام الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها { وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ } أي أداء زكاة أموالهم { يَخَافُونَ يَوْماً } عذاب يوم وهو يوم القيامة { تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } حالاً بعد حال يعرفون حيناً ولا يعرفون حيناً { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } بإحسان ما عملوا في الدنيا { وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ } من كرامته بواحدة تسعة { وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } بلا تقدير ولا هنداز ولا منة { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أَعْمَالُهُمْ } مثل أعمالهم في الآخرة { كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ } في بقاع من الأرض { يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً } العطشان ماء من البعد { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً } من الشراب فكذلك لا يجد الكافر من ثواب عمله شيئاً يوم القيامة { وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ } ووجد عند الله عقوبة ذنوبه ويقال وجد الله مستعداً لعذابه { فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ } فوفره عذابه { وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } شديد العذاب ويقال إذا حاسب فحسابه سريع { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ } يقول مثل النكرة في قلب الكافر كظلمة في بحر لجي في غمر عميق { يَغْشَاهُ } يعلوه يعني البحر { مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ } آخر { مِّن فَوْقِهِ } من فوق الموج الثاني { سَحَابٌ } كذلك قلب الكافر مثل النكرة في قلبه كظلمة البحر ومثل قلبه كالبحر اللجي ومثل صدره كالموج الهائل ومثل أعماله كسحاب لا ينتفع به لقول الله{ ختم الله } [البقرة: 7] طبع الله{ طبع اللهُ على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم } [النحل: 108] فهذه { ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } من شدة الظلمة فكذلك الكافر لا يبصر الحق والهدى من شدة ظلمة قلبه { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً } معرفة في الدنيا { فَمَا لَهُ مِن نُورٍ } من معرفة في الآخرة ويقال ومن لم يكرمه الله بالإيمان في الدنيا فما له من إيمان في الآخرة.