الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } * { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } * { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } * { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ } * { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } * { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يبادرون في الأعمال الصالحة { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } وهم سابقون بالخيرات { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً } من العمل { إِلاَّ وُسْعَهَا } طاقتها { وَلَدَيْنَا } عندنا { كِتَابٌ يَنطِقُ } وهو ديوان الحفظة مكتوب فيه حسناتهم وسيئاتهم ينطق { بِٱلْحَقِّ } يشهد عليهم بالصدق والعدل { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { بَلْ قُلُوبُهُمْ } قلوب أهل مكة يعني أبا جهل وأصحابه { فِي غَمْرَةٍ } في جهلة وغفلة { مِّنْ هَـٰذَا } الكتاب ويقال من هذا القرآن { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ } مقدور مكتوب عليهم { مِّن دُونِ ذٰلِكَ } من دون ما تأمرهم سوى الخير { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } في الدنيا حتى أجلهم يا محمد { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ } جبابرتهم ورؤساءهم يعني أبا جهل بن هشام والوليد ابن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي وعتبة وشيبة وأصحابهم { بِٱلْعَذَابِ } بالجوع سبع سنين { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } يتضرعون قل لهم يا محمد { لاَ تَجْأَرُواْ } لا تتضرعوا { ٱلْيَوْمَ } من عذابنا { إِنَّكُمْ مِّنَّا } من عذابنا { لاَ تُنصَرُونَ } لا تمنعون { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي } القرآن { تُتْلَىٰ } تقرأ وتعرض { عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } إلى دينكم الأول تميلون وترجعون { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } متعظمين بالبيت تقولون نحن أهله { سَامِراً } تقولون السمر حوله { تَهْجُرُونَ } تسبون محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرآن { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ } أفلم يتفكروا في القرآن وما فيه من الوعيد { أَمْ جَآءَهُمْ } من الأمن والبراءة يعني أهل مكة { مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ } نسب رسولهم { فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } جاحدون { أَمْ يَقُولُونَ } بل يقولون { بِهِ جِنَّةٌ } جنون { بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ } جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن والتوحيد والرسالة { وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ } للقرآن { كَارِهُونَ } جاحدون { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ } لو كان الإله بهواهم في السماء إله وفي الأرض إله { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } من الخلق { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } أنزلنا جبريل إلى نبيهم بالقرآن فيه عزهم وشرفهم { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ } عن شرفهم وعزهم { مُّعْرِضُونَ } مكذبون { أَمْ تَسْأَلُهُمْ } يا محمد أهل مكة { خَرْجاً } جعلاً فلذلك لا يجيبون { فَخَرَاجُ رَبِّكَ } فثواب ربك في الجنة { خَيْرٌ } أفضل مما لهم في الدنيا { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } أفضل المعطين في الدنيا والآخرة { وَإِنَّكَ } يا محمد { لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } دين قائم يرضاه وهو الإسلام.