الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } * { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } * { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } * { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } * { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } * { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } * { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } * { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى } متتابعاً بعضها على أثر بعض { كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا } إلى أمة رسول { كَذَّبُوهُ } كذبوا ذلك الرسول { فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً } بالهلاك { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } في دهرهم يحدث عنهم { فَبُعْداً } فسحقاً من رحمة الله { لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا } التسع { وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } حجة بينة { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } قومه { فَٱسْتَكْبَرُواْ } عن الإيمان بموسى والآيات { وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } مخالفين لموسى مستكبرين عن الإيمان { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ } لآدميين يعنون موسى وهارون { مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } مطيعون { فَكَذَّبُوهُمَا } بالرسالة { فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } فصاروا من المغرقين في اليم { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } لكي يهتدوا بها من الضلالة { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ } يعني عيسى { وَأُمَّهُ آيَةً } علامة وعبرة ولداً بلا أب وولادة بلا لمس { وَآوَيْنَاهُمَآ } رجعناهما { إِلَىٰ رَبْوَةٍ } إلى مكان مرتفع { ذَاتِ قَرَارٍ } مستو ذات نعيم { وَمَعِينٍ } ماء ظاهر جار وهو دمشق { يَٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ } يعني محمداً { كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } كلوا من الحلال { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً } اعمل صالحاً فيما بينك وبين ربك { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ } أي بما تعمل يا محمد ويعملون من الخير { عَلِيمٌ } بثوابه { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } ملتكم ملة واحدة ودينكم ديناً واحداً مختاراً { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ } رب واحد أكرمتكم بذلك { فَٱتَّقُونِ } فأطيعوني { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } فتفرقوا فيما بينهم في دينهم { زُبُراً } فرقاً فرقاً اليهود والنصارى والمشركين والمجوس { كُلُّ حِزْبٍ } كل أهل دين وفرقة { بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } معجبون { فَذَرْهُمْ } اتركهم يا محمد { فِي غَمْرَتِهِمْ } في جهلهم { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى حين العذاب يوم بدر { أَيَحْسَبُونَ } أيظن أهل الفرق { أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ } أنما نعطيهم في الدنيا { مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } مسارعة لهم منا في الخيرات في الدنيا ويقال في الآخرة { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } أنا مكرمون لهم في الدنيا ومهينون لهم في الآخرة. ثم بيَّن لمن المسارعة في الخيرات في الدنيا فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ } من عذاب ربهم { مُّشْفِقُونَ } خائفون لهم منا مسارعة في الخيرات { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يُؤْمِنُونَ } يصدقون لهم منا مسارعة في الخيرات { وَٱلَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } الأوثان لهم منا مسارعة في الخيرات { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } يعطون ما أعطوا من الصدقة وينفقون ما أنفقوا من المال في سبيل الله ويقال يعملون ما عملوا من الخيرات { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } خائفة { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } في الآخرة فلا يقبل منهم.