الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } * { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } * { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } * { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } * { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } * { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } * { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } * { قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } * { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ }

{ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ } إذا ركبت أنت { وَمَن مَّعَكَ } من المؤمنين { عَلَى ٱلْفُلْكِ } على السفينة { فَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله { ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين { وَقُل } حين تنزل من السفينة { رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } بالماء والشجر { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } في الدنيا والآخرة { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات وعبرات لأهل مكة لكي يقتدوا بهم { وَإِن كُنَّا } وقد كنا { لَمُبْتَلِينَ } بالبلايا ويقال مختبرين بالعقوبة { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } خلقنا من بعد هلاك قوم نوح { قَرْناً آخَرِينَ } قوماً آخرين { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ } إليهم { رَسُولاً مِّنْهُمْ } من نسبهم { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } غير الذي أمركم أن تؤمنوا به { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادة غير الله { وَقَالَ ٱلْمَلأُ } الرؤساء { مِن قَوْمِهِ } من قوم الرسول { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { وَأَتْرَفْنَاهُمْ } أنعمناهم بالمال والولد { فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا } يعنون الرسول { إِلاَّ بَشَرٌ } آدمي { مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ } كما تأكلون منه { وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } كما تشربون { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً } آدمياً { مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } جاهلون مغبونون { أَيَعِدُكُمْ } هذا الرسول { أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ } صرتم { تُرَاباً } بعد الموت { وَعِظاماً } بالية { أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } محيون بعد الموت { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ } بعيداً بعيداً { لِمَا تُوعَدُونَ } لا يكون هذا { إِنْ هِيَ } ما هي { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } في الدنيا { نَمُوتُ وَنَحْيَا } يموت الآباء ويحيا الأبناء { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } للبعث بعد الموت { إِنْ هُوَ } ما هو يعنون الرسول { إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ } اختلق { عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً } بما يقول { وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين له بما يقول { قَالَ } الرسول { رَبِّ ٱنْصُرْنِي } أعني بالعذاب { بِمَا كَذَّبُونِ } بالرسالة { قَالَ } الله { عَمَّا قَلِيلٍ } عن قليل { لَّيُصْبِحُنَّ } ليصيرن { نَادِمِينَ } بالتكذيب عند العقوبة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ } يعني صوت جبريل بالعذاب { فَجَعَلْنَاهُمْ } بعد الهلاك { غُثَآءً } يابساً { فَبُعْداً } فسحقاً وخيبة من رحمة الله { لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } للكافرين { ثُمَّ أَنشَأْنَا } خلقنا { مِن بَعْدِهِمْ } من بعد هلاكهم { قُرُوناً آخَرِينَ } قرناً بعد قرن إلى قرن ثمان عشرة سنة والقرن ثمانون سنة { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ } ما تهلك من أمة { أَجَلَهَا } قبل أجلها { وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } عن الأجل.