الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ } * { وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ } * { وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } * { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } * { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } * { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ } يا محمد قريش { فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } قبل قومك { قَوْمُ نُوحٍ } نوحاً { وَعَادٌ } قوم هود هوداً { وَثَمُودُ } قوم صالح صالحاً { وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ } إبراهيم { وَقَوْمُ لُوطٍ } لوطاً { وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ } قوم شعيب شعيباً { وَكُذِّبَ مُوسَىٰ } كذبه قومه القبط { فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ } فأمهلت للكافرين في كفرهم إلى الأجل { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } بالعقوبة { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } انظر يا محمد كيف كان تغييري عليهم بالعقوبة { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } كم من أهل قرية { أَهْلَكْنَاهَا } بالعذاب { وَهِيَ ظَالِمَةٌ } مشركة كافرة أهلها { فَهِيَ خَاوِيَةٌ } ساقطة { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } على سقوفها { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } وكم من بئر معطلة عطلها أربابها ليس عليها أحد { وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } حصين طويل ليس فيه ساكن إن قرئت بنصب الميم ويقال مجصص إن قرئت بضم الميم وتشديد الياء { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أفلم يسافر أهل مكة في تجاراتهم { فَتَكُونَ } فتصير { لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } التخويف وما صنع بغيرهم إذا نظروا وتفكروا فيها { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } الحق والتخويف { فَإِنَّهَا } يعني النظرة بغير عبرة ويقال كلمة الشرك { لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } من النظر { وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } من الحق والهدى { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ } يا محمد { بِٱلْعَذَابِ } استعجله النضر بن الحارث قبل أجله { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } بالعذاب { وَإِنَّ يَوْماً } من الذي وعد فيه عذابهم { عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } من سني الدنيا { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } وكم من أهل قرية { أَمْلَيْتُ لَهَا } أمهلتها إلى أجل { وَهِيَ ظَالِمَةٌ } مشركة كافرة أهلها { ثُمَّ أَخَذْتُهَا } عاقبتها في الدنيا { وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } المرجع في الآخرة.

{ قُلْ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يا أهل مكة { إِنَّمَآ أَنَاْ لَكُمْ } من الله { نَذِيرٌ } رسول مخوف { مُّبِينٌ } بلغة تعلمونها { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الخيرات فيما بينهم وبين ربهم { لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ثواب حسن في الجنة { وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آيَاتِنَا } كذبوا بآياتنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { مُعَاجِزِينَ } ليسوا بفائتين من عذابنا { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } أهل النار { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا محمد { مِن رَّسُولٍ } مرسل { وَلاَ نَبِيٍّ } محدث ليس بمرسل { إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ } قرأ الرسول أو حدث النبي { أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ } في قراءة الرسول وحديث النبي { فَيَنسَخُ ٱللَّهُ } يبيّن الله { مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ } على لسان نبيه لكي لا يعمل به { ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ } يبين { آيَاتِهِ } لنبيه لكي يعمل بها { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بما يلقي الشيطان على لسان نبيه { حَكِيمٌ } حكم بنسخه.