الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } * { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } خاص وعام وها هنا عام { ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } اخشوا ربكم وأطيعوه { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ } قيام الساعة { شَيْءٌ عَظِيمٌ } هوله { يَوْمَ تَرَوْنَهَا } حين ترونها عند النفخة الأولى { تَذْهَلُ } تشتغل { كُلُّ مُرْضِعَةٍ } والدة { عَمَّآ أَرْضَعَتْ } عن ولدها { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } وتضع الحوامل ما في بطونها من الأولاد { وَتَرَى ٱلنَّاسَ } قياماً { سُكَارَىٰ } نشاوى { وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ } بنشاوى من الشراب { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } فمن ذلك تحيروا كأنهم سكارى { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } وهو النضر بن الحارث { مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ } يخاصم في دين الله وكتابه { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة ولا بيان { وَيَتَّبِعُ } يطيع { كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } متمرد شديد لعين { كُتِبَ عَلَيْهِ } قضي عليه على الشيطان { أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } أطاعه { فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ } عن الهدى { وَيَهْدِيهِ } يدعوه { إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } إلى ما يجب به عذاب الوقود { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعني أهل مكة { إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ } في شك { مِّنَ ٱلْبَعْثِ } بعد الموت فتفكروا في بدء خلقكم فإن إحياءكم ليس بأشد علي من بدئكم { فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } من آدم وآدم من تراب { ثُمَّ } خلقناكم بعد ذلك { مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } من دم عبيط بعد النطفة { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ } من لحم طري بعد العلقة { مُّخَلَّقَةٍ } خلق تمام { وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } وهي السقط { لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ } في القرآن بدء خلقكم { وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ } من أن يسقط ويقال نترك في الأرحام { مَا نَشَآءُ } من الولد { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى وقت معلوم من الشهور { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ } من الأرحام { طِفْلاً } صغاراً { ثُمَّ } نترككم { لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ } من ثمان عشرة سنة إلى ثلاثين سنة { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ } يقبض روحه قبل البلوغ { وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ } يرجع { إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } إلى حاله الأول بعد الهرم { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ } حتى لا يعقل { مِن بَعْدِ عِلْمٍ } من بعد علمه الأول { شَيْئاً وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً } منكسرة ميتة { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ } بالنبات ويقال تحركت واستبشرت بالماء { وَرَبَتْ } انتفخت للنبات { وَأَنبَتَتْ } أخرجت بالماء { مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } من كل لون حسن.