الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } * { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } * { ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } * { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ }

{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ } لن يصل إلى الله { لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } وكانوا في الجاهلية يضربون لحم الأضاحي على حائط البيت ويتلطخون بدمها فنهاهم الله عن ذلك ويقال لا يقبل الله لحومها ولا دماءها { وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } ولكن يقبل الأعمال الزاكية الطاهرة منكم { كَذٰلِكَ } هكذا { سَخَّرَهَا } ذللها { لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ } لتعظموا الله { عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } كما هداكم لدينه وسنته { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } بالقول والفعل بالجنة ويقال المحسنين بالذبائح { إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن كفار مكة { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } خائن { كَفُورٍ } كافر بالله { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ } أذن للمؤمنين بالقتال مع كفار مكة { بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ } ظلمهم كفار مكة { وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ } على نصر المؤمنين على عدوهم { لَقَدِيرٌ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم } أخرجهم كفار مكة من منازلهم { بِغَيْرِ حَقٍّ } بلا حق ولا جرم { إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } إلا لقولهم لا إله إلا الله محمد رسول الله { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } فدفع بالنبيين عن المؤمنين وبالمؤمنين عن الكافرين وبالمجاهدين عن القاعدين بغير عذر ولولا ذلك { لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ } صوامع الرهبان { وَبِيَعٌ } كنائس اليهود { وَصَلَوَاتٌ } بيت نار المجوس لأن كل هؤلاء في مأمن المسلمين { وَمَسَاجِدُ } للمسلمين { يُذْكَرُ فِيهَا } في المساجد { ٱسمُ ٱللَّهِ } بالتكبير والتهليل { كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ } على عدوه { مَن يَنصُرُهُ } من ينصر نبيه بالجهاد { إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ } بنصرة نبيه ونصرة من ينصر نبيه { عَزِيزٌ } بالنقمة من أعداء نبيه { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أنزلناهم في أرض مكة { أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ } أعطوا زكاة أموالهم { وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالتوحيد واتباع محمد صلى الله عليه وسلم { وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } عن الكفر والشرك ومخالفة الرسول { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ } وإلى الله ترجع عواقب الأمور في الآخرة.