الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } * { ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } * { ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلعَبِيدِ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } * { يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } * { يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }

{ ذٰلِكَ } القدرة في تحويلكم وغير ذلك لتقروا وتعلموا { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } بأن عبادة الله هي الحق { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } للنشور { وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الحياة والموت { قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ } كائنة { لاَّ رَيْبَ فِيهَا } لا شك في كينونتها { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } للجزاء والعقاب { ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ } يخاصم في دين الله وكتابه { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم { وَلاَ هُدىً } بلا حجة { وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } مبين بما يقول { ثَانِيَ عِطْفِهِ } لاوياً عنقه معرضاً عن الآيات مكذباً بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } عذاب قتل يوم بدر صبراً { وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } عذاب النار ويقال العذاب الشديد { ذٰلِكَ } القتل يوم بدر صبراً { بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } بما عملت يداك في الشرك نزل من قوله { ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ } إلى ها هنا في شأن النضر بن الحارث { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلعَبِيدِ } أن يأخذهم بلا جرم { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } على وجه تجربة وشك وانتظار نعمة نزلت هذه الآية في شأن بني الحلاف منافقي بني أسد وغطفان { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ } نعمة { ٱطْمَأَنَّ بِهِ } رضي بدين محمد صلى الله عليه وسلم بلسانه { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } شدة { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } رجع إلى دينه الأول الشرك بالله { خَسِرَ ٱلدُّنْيَا } غبن الدنيا بذهابها { وَٱلآُخِرَةَ } بذهاب الجنة { ذٰلِكَ } الغبن { هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } الغبن البيّن بذهاب الدنيا والآخرة { يَدْعُو } يعبد بنو الحلاف { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ } إن لم يعبده { وَمَا لاَ يَنفَعُهُ } إن عبده { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ } الخطأ { ٱلْبَعِيدُ } عن الحق والهدى { يَدْعُو } يعبد بنو الحلاف { لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } يقول من ضره قريب ونفعه بعيد { لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ } الرب { وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ } الخليل والصاحب يقول من كانت عبادته مضرة على عابده لبئس المعبود هو { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت أشجارها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } من الشقاوة والسعادة ونزل فيهم أيضاً حين قالوا نخاف أن لا ينصر محمد في الدنيا فيذهب ما كان بيننا وبين اليهود من المودة.