الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } * { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } * { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ } * { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } * { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ }

{ وَأَيُّوبَ } واذكر أيوب { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } دعا ربه { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ } أني أصابتني الشدة في جسدي فارحمني ونجني { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } الدعاء { فَكَشَفْنَا } فرفعنا { مَا بِهِ مِن ضُرٍّ } من شدة { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { أَهْلَهُ } في الجنة الذين هلكوا في الدنيا { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } ولداً في الدنيا مثل ما هلكوا في الدنيا { رَحْمَةً } نعمة { مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } عظة للمؤمنين { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ } واذكر إسماعيل وإدريس { وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } على أمر الله والمرازي { وَأَدْخَلْنَاهُمْ } ندخلهم في الآخرة { فِي رَحْمَتِنَا } في جنتنا { إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين غير ذي الكفل لأنه كان رجلاً صالحاً ولم يكن نبياً { وَذَا ٱلنُّونِ } واذكر صاحب الحوت يعني يونس بن متى { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } مصارماً من الملك { فَظَنَّ } يعني فحسب { أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } بالعقوبة { فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ } في ظلمة البحر وظلمة أمعاء السمك وظلمة بطنها { أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ } تبت إليك { إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } على نفسي حيث غضبت على أمرك { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } الدعاء { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } من غم الظلمات { وَكَذٰلِكَ } هكذا { نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } عند الدعاء { وَزَكَرِيَّآ } واذكر يا محمد زكريا { إِذْ نَادَىٰ } دعا { رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي } لا تتركني { فَرْداً } وحيداً بلا معين { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } المعينين { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } الدعاء { وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ } ولداً صالحاً { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } بالولد { إِنَّهُمْ } يعني الأنبياء ويقال زكريا ويحيى { كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يبادرون إلى الطاعات { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } هكذا وهكذا ويقال يعبدوننا رغباً إلى الجنة ورهباً من النار { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } متواضعين مطيعين { وَٱلَّتِيۤ } واذكر التي { أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } حفظت جيب درعها { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } فنفخ جبريل في جيب درعها بأمرنا { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً } علامة وعبرة { لِّلْعَالَمِينَ } لبني إسرائيل ولداً بلا أب وولادة بلا لمس { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } دينكم دين واحد مرضي { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ } رب واحد { فَٱعْبُدُونِ } أطيعوني { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } تفرقوا فيما بينهم في دينهم يعني اليهود والنصارى والمجوس { كُلٌّ } كل فرقة { إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينه وبين ربه { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } مصدق في إيمانه { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } لا ينسى ثواب عمله بل يثاب عليه { وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } مجازون ومثيبون ويقال حافظون.