الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } * { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } * { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } * { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ }

{ وَمَا جَعَلْنَا } ما خلقنا { لِبَشَرٍ } من الأنبياء { مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ } في الدنيا { أَفَإِنْ مِّتَّ } يا محمد { فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } في الدنيا نزلت هذه الآية في قولهم: محمداً عليه الصلاة والسلام، حتى يموت فنستريح { كُلُّ نَفْسٍ } منفوسة { ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } تذوق الموت { وَنَبْلُوكُم } نختبركم { بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ } بالشدة والرخاء { فِتْنَةً } كلاهما ابتلاء من الله { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم { وَإِذَا رَآكَ } يا محمد { ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } أبو جهل وأصحابه { إِن يَتَّخِذُونَكَ } يا محمد ما يقولون لك { إِلاَّ هُزُواً } سخرية يقول بعضهم لبعض { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ } يعيب { آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } جاحدون يقولون ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ } يعني آدم { مِنْ عَجَلٍ } مستعجلاً ويقال خلق الإنسان يعني النضر بن الحارث من عجل مستعجلاً بالعذاب { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } علامات وحدانيتي في الآفاق ويقال { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } عذابي بالسيف يوم بدر { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } بالعذاب قبل الأجل { وَيَقُولُونَ } يعني كفار مكة { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدنا يا محمد { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ما لهم في العذاب لم يستعجلوا به { حِينَ لاَ يَكُفُّونَ } يقول حين العذاب لا يقدرون أن يمنعوا { عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } العذاب { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يمنعون مما يراد بهم من العذاب { بَلْ تَأْتِيهِم } الساعة { بَغْتَةً } فجأة { فَتَبْهَتُهُمْ } فتفجؤهم { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } دفعها عن أنفسهم { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } يؤجلون من العذاب { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } يقول استهزأ بهم قومهم كما استهزأ بك قومك يا محمد { فَحَاقَ } فوجب ودار ونزل { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ } على الأنبياء { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } من العذاب ويقال نزل بهم العذاب باستهزائهم { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { مَن يَكْلَؤُكُم } من يحفظكم { بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } من عذاب الرحمن ويقال غير الرحمن من عذابه { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ } عن توحيد ربهم وكتاب ربهم { مُّعْرِضُونَ } مكذبون به تاركون له { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ } ألهم آلهة { تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا } من عذابنا { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } صرف العذاب عن أنفسهم يعني الآلهة فكيف عن غيرهم { وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } من عذابنا يجارون فكيف يجيرون غيرهم.