الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ } * { فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } * { لاَ تَرْكُضُواْ وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ } * { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } * { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } * { يُسَبِّحُونَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } * { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } * { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }

{ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ } إلى نبيكم { كِتَاباً } جبريل بكتاب { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } شرفكم وعزكم إن آمنتم به { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفلا تصدقون بشرفكم وعزكم { وَكَمْ قَصَمْنَا } أهلكنا { مِن قَرْيَةٍ } أهل قرية { كَانَتْ ظَالِمَةً } كافرة مشركة أهلها { وَأَنشَأْنَا } خلقنا { بَعْدَهَا } بعد هلاكها { قَوْماً آخَرِينَ } فسكنوا ديارهم { فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ } رأوا عذابنا لهلاكهم { إِذَا هُمْ مِّنْهَا } من بأسنا { يَرْكُضُونَ } يهزون ويقال يهربون أيضاً قالت لهم الملائكة { لاَ تَرْكُضُواْ } لا تهزوا ولا تهربوا { وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ } أنعمتم { فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ } منازلكم { لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } لكي تسألوا عن الإيمان ويقال عن قتل النبي عليه السلام { قَالُواْ } عند القتل والعذاب { يَٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } بقتل نبينا { فَمَا زَالَت تِلْكَ } الويل { دَعْوَاهُمْ } قولهم { حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً } كحصيد السيف { خَامِدِينَ } ميتين لا يتحركون هذه قصة أهل قرية نحو اليمن يقال لها حضور بعث الله إليهم نبياً فقتلوا ذلك النبي عليه السلام فسلط الله عليهم بختنصر فقتلهم ولم يترك فيهم عينا تطرف { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق { لاَعِبِينَ } لاهين بلا أمر ولا نهي ثم نزل في قولهم الملائكة بنات الله { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } ويقال زوجة ويقال ولداً { لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ } من عندنا من الحور العين { إِن كُنَّا } ما كنّا { فَاعِلِينَ } ذلك { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ } نرمي الحق { عَلَى ٱلْبَاطِلِ } ويقال نبين الحق والباطل { فَيَدْمَغُهُ } فيهلكه { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } هالك يعني الباطل { وَلَكُمُ } يا معشر الكفار { ٱلْوَيْلُ } الشدة من العذاب { مِمَّا تَصِفُونَ } مما تقولون الملائكة بنات الله { وَلَهُ } عبيد { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق { وَمَنْ عِنْدَهُ } من الملائكة { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } لا يتعاظمون { عَنْ عِبَادَتِهِ } عن طاعته والإقرار بعبوديته { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } لا يعيون من عبادة الله { يُسَبِّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } يصلون لله بالليل والنهار { لاَ يَفْتُرُونَ } لا يملون من عبادة الله والإقرار بالله { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ } أم عبدوا يعني أهل مكة { آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } في الأرض { هُمْ يُنشِرُونَ } يحيون ويقال يخلفون { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ } يعني في السماء والأرض إله { إِلاَّ ٱللَّهُ } غير الله { لَفَسَدَتَا } لفسد أهلوهما { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ } السرير { عَمَّا يَصِفُونَ } يقولون على الله من الولد والشريك.