الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } * { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } * { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } * { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } * { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } * { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ }

{ وَحَرَامٌ } التوفيق { عَلَىٰ قَرْيَةٍ } على أهل مكة أبي جهل وأصحابه { أَهْلَكْنَاهَآ } خذلناها بالكفر { أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } من كفرهم إلى الإيمان ويقال وحرام الرجوع على قرية على أهل مكة أهلكناها يوم بدر بالقتل أنهم لا يرجعون إلى الدنيا { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } فحينئذ يخرجون { وَهُمْ } يعني يأجوج ومأجوج { مِّن كُلِّ حَدَبٍ } من كل أكمة ومكان مرتفع { يَنسِلُونَ } يخرجون { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } دنا قيام الساعة عند خروجهم من السد { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ } ذليلة لا تكاد تطرف { أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يقولون { يَٰوَيْلَنَا } يا حسرتنا { قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } اليوم { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } كافرين بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّكُمْ } يا أهل مكة { وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأصنام { حَصَبُ جَهَنَّمَ } حطب جهنم بلغة الحبشة { أَنتُمْ } يا أهل مكة وما تعبدون من الأصنام { لَهَا وَارِدُونَ } داخلون يعني جهنم { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ } الأصنام { آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } ما دخلوا النار { وَكُلٌّ } العابد والمعبود { فِيهَا } في النار داخلون { خَالِدُونَ } مقيمون دائمون { لَهُمْ فِيهَا } في جهنم { زَفِيرٌ } صوت كصوت الحمار { وَهُمْ فِيهَا } في جهنم يتعاوون { لاَ يَسْمَعُونَ } صوت الرحمة والشفاعة وصوت الخروج والرخاء ولا يبصرون { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ } وجبت { لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } الجنة يعني عيسى وعزيرا { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا } عن النار { مُبْعَدُونَ } منجون { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا } صوتها { وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ } تمنت { أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } مقيمون في الجنة { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } إذا أطبقت النار وذبح الموت بين الجنة والنار { وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } على باب الجنة بالبشرى { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الدنيا نزلت من قوله { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } إلى هاهنا في شأن عبد الله بن الزبعرى السهمي الشاعر وخصومته مع النبي صلى الله عليه وسلم لقبل الأصنام { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ } باليمين { كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ } كطي الكتاب { لِلْكُتُبِ } الصحيفة { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ } أول خلقهم من النطفة { نُّعِيدُهُ } نبعثه من التراب { وَعْداً عَلَيْنَآ } واجباً علينا { إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } نحييهم بعد الموت { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ } في زبور داود { مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ } من بعد التوراة ويقال ولقد كتبنا في الزبور في كتب الأنبياء من بعد الذكر اللوح المحفوظ { أَنَّ ٱلأَرْضَ } أرض الجنة { يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } الموحدون ويقال الأرض المقدسة يرثها ينزلها عبادي الصالحون من بني إسرائيل ويقال الصالحون في آخر الزمان.