الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ } * { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } * { وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } * { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } * { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } * { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } * { وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي }

{ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ } من حلالات { مَا رَزَقْنَاكُمْ } من المن والسلوى { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } لا تكفروا به ويقال لا ترفعوا للغد { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ } فيجب عليكم { غَضَبِي } سخطي وعذابي ويقال ينزل إن قرأت بضم الحاء { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي } يجب عليه غضبي سخطي وعذابي { فَقَدْ هَوَىٰ } فقد هلك { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ } من الشرك { وَآمَنَ } بالله { وَعَمِلَ صَالِحَاً } خالصاً { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } ثم رأى ثواب عمله حقاً ويقال ثم اهتدى إلى السنة والجماعة ومات على ذلك فلما ذهب موسى عليه السلام مع السبعين إلى الميقات تعجل في الميعاد قبل السبعين قال الله له { وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يَٰمُوسَىٰ قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ } يجيئون { عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } ليزداد رضاك عني { قَالَ } يا موسى { فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا } ابتلينا { قَوْمَكَ } بعبادة العجل { مِن بَعْدِكَ } من بعد انطلاقك إلى الجبل { وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } وأمرهم بذلك السامري { فَرَجَعَ } فلما رجع { مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ } مع السبعين سمع صوت الفتنة فصار { غَضْبَانَ أَسِفاً } حزيناً { قَالَ يَٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } صدقاً { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ } أفتجاوزت عنكم المدة { أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ } يجب عليكم { غَضَبٌ } سخط وعذاب { مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } فخالفتم { قَالُواْ } يا موسى { مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ } ما خالفنا وعدك { بِمَلْكِنَا } بعلمنا متعمدين { وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً } إجراماً { مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } من حلي آل فرعون فشؤم ذلك حملنا على عبادة العجل { فَقَذَفْنَاهَا } فطرحنا الحلي في النار { فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } كما ألقينا { فَأَخْرَجَ لَهُمْ } فصاغ لهم السامري من الذهب الذي ألقوا في النار { عِجْلاً جَسَداً } مجسداً صغيراً بلا روح { لَّهُ خُوَارٌ } صوت { فَقَالُواْ } أي شيء هذا قال لهم السامري { هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } فترك السامري طاعة الله وأمره ويقال قال السامري ترك موسى الطريق وأخطأ فقال الله { أَفَلاَ يَرَوْنَ } يعني السامري وأصحابه { أَلاَّ يَرْجِعُ } أن لا يرد { إِلَيْهِمْ قَوْلاً } جواباً يعني العجل { وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ } لا يقدر لهم { ضَرّاً } دفع الضرر { وَلاَ نَفْعاً } ولا جر النفع { وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ } من قبل مجيء موسى عليه السلام { يَٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ } ابتليتم بالخوار وعبادة العجل ويقال أضللتم أنفسكم بعبادة العجل { وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي } في دينه { وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي } قولي ووصيتي.