الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ } * { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } * { قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَا فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } * { إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ } * { وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ } * { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } * { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ } * { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ }

{ فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً } فسجدوا من سرعة سجودهم كأنهم ألقوا { قَالُوۤاْ } يعني السحرة { آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ قَالَ } لهم فرعون { آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ } قبل أن آمركم به { إِنَّهُ } يعني موسى { لَكَبِيرُكُمُ } عالمكم { ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } اليد اليمنى والرجل اليسرى { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } على جذوع النخل { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } أدوم أنا أو رب موسى وهارون { قَالُواْ } يعني السحرة لفرعون { لَن نُّؤْثِرَكَ } لن نختار عبادتك وطاعتك { عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ } من الأمر والنهي والكتاب والرسول والعلامات { وَٱلَّذِي فَطَرَنَا } وعلى عبادة الذي خلقنا { فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ } فاصنع ما أنت صانع واحكم علينا ما أنت حاكم { إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } تحكم علينا في الدنيا وليس لك علينا سلطان في الآخرة { إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا } شركنا { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ } ما أجبرتنا عليه { مِنَ ٱلسِّحْرِ } من تعلم السحر { وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } ما عند الله من الثواب والكرامة أفضل وأدوم مما تعطينا من المال { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ } يوم القيامة { مُجْرِماً } مشركاً { فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا } فيستريح { وَلاَ يَحْيَىٰ } حياة تنفعه { وَمَن يَأْتِهِ } يوم القيامة { مُؤْمِناً } مصدقاً في إيمانه { قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينه وبين ربه { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } الرفيعة في الجنان ثم بين أن الجنان لهم فقال { جَنَّاتُ عَدْنٍ } وهي دار الرحمن التي خلقها بيده وبقوته في وسط الجنان والجنان حولها { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون { وَذٰلِكَ } الجنان والخلد { جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ } ثواب من وحد وأصلح { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ } أي سر { بِعِبَادِي } أول الليل { فَٱضْرِبْ لَهُمْ } بين لهم { طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً } طريقاً يابساً جداً { لاَّ تَخَافُ دَرَكاً } إدراك فرعون { وَلاَ تَخْشَىٰ } من الغرق { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ } فلحقهم فرعون { بِجُنُودِهِ } بمجموعه { فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ } فغشي عليهم البحر { مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ } أهلك فرعون { قَوْمَهُ } في البحر { وَمَا هَدَىٰ } ما نجاهم من الغرق ويقال أضلهم عن دين الله وما دلهم إلى الصواب { يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ } يا أولاد يعقوب { قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ } من فرعون { وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ } الجبل { ٱلأَيْمَنَ } يمين موسى بإعطاء الكتاب { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } في التيه.