الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } * { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ } * { قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ } * { فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى } * { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } * { فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ } * { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ ٱفْتَرَىٰ } * { فَتَنَازَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَىٰ } * { قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلْمُثْلَىٰ } * { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ } * { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ } * { قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } * { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } * { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ }

{ مِنْهَا } من الأرض { خَلَقْنَاكُمْ } يقول خلقناكم من آدم وآدم من تراب والتراب من الأرض { وَفِيهَا } وفي الأرض { نُعِيدُكُمْ } يقول نقبركم { وَمِنْهَا } من الأرض { نُخْرِجُكُمْ } يقول من القبور نخرجكم { تَارَةً أُخْرَىٰ } مرة أخرى بعد الموت للبعث { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ } يعني فرعون { آيَاتِنَا كُلَّهَا } اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات { فَكَذَّبَ } بالآيات وقال ليس هذا من الله { وَأَبَىٰ } أن يسلم ولم يقبل الآيات { قَالَ } لموسى { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا } مصر { بِسِحْرِكَ يَٰمُوسَىٰ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ } مثل ما جئتنا به { فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ } يا موسى { مَوْعِداً } أجلاً { لاَّ نُخْلِفُهُ } لا نجاوزه { نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوىً } غير هذه ويقال سوى أي عدلاً ونصفاً بيننا وبينك إن قرئت بضم السين { قَالَ } موسى { مَوْعِدُكُمْ } أجلكم { يَوْمُ ٱلزِّينَةِ } وهو يوم السوق ويقال يوم العيد ويقال يوم النيروز { وَأَن يُحْشَرَ } يجمع { ٱلنَّاسُ } من المدائن { ضُحىً } ضحوة { فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ } فرجع فرعون إلى أهله { فَجَمَعَ كَيْدَهُ } حيلته وسحرته اثنين وسبعين ساحراً { ثُمَّ أَتَىٰ } الموعدة { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ } للسحرة { وَيْلَكُمْ } ضيق الله عليكم الدنيا { لاَ تَفْتَرُواْ } لا تختلقوا { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم } فيهلككم { بِعَذَابٍ } من عنده { وَقَدْ خَابَ } خسر { مَنِ ٱفْتَرَىٰ } اختلق على الله الكذب { فَتَنَازَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } فتشاوروا فيما بينهم إن غلب علينا موسى آمنا به { وَأَسَرُّواْ } هذا { ٱلنَّجْوَىٰ } من فرعون ثم { قَالُوۤاْ } بالعلانية { إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ } بلغة بني الحارث ابن كعب وإنما قال هذان على اللغة لا على الإعراب ويقال قال لهم فرعون إن هذا موسى وهارون لساحران { يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ } يعني موسى وهارون { مِّنْ أَرْضِكُمْ } مصر { بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ } بدينكم ورجالكم { ٱلْمُثْلَىٰ } الأمثل فالأمثل أهل الرأي والشرف { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } مكركم وسحرتكم وعلمكم { ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً } جميعاً { وَقَدْ أَفْلَحَ } فاز { ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ قَالُواْ } يعني السحرة أولاً { يَٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ } عصاك إلى الأرض أولاً { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ قَالَ } لهم موسى { بَلْ أَلْقُواْ } أنتم أولا فألقوا اثنين وسبعين عصا واثنين وسبعين حبلاً { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ } أرى موسى { مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } تمضي { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } يقول أضمر موسى في قلبه الخوف خاف أن لا يظفر بهم فيقتلون من آمن به { قُلْنَا } لموسى { لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } الغالب عليهم { وَأَلْقِ } على الأرض { مَا فِي يَمِينِكَ } يا موسى { تَلْقَفْ } تلقم { مَا صَنَعُوۤاْ } ما طرحوا من العصي والحبال { إِنَّمَا صَنَعُواْ } طرحوا { كَيْدُ سَاحِرٍ } عمل سحر { وَلاَ يُفْلِحُ } لا يأمن ولا ينجو من عذاب الله ولا يفوز { ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } أينما كان.