الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } * { قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ } * { أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } * { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يٰسَامِرِيُّ } * { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } * { قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً } * { إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } * { كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً } * { مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً } * { خَالِدِينَ فِيهِ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً } * { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } * { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً }

{ قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ } لن نزال على عبادة العجل { عَاكِفِينَ } مقيمين { حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } فلما رجع موسى { قَالَ } لهارون { يَٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ } الطريق { أَلاَّ تَتَّبِعَنِ } لم لا تتبع وصيتي ولم تناجزهم القتال { أَفَعَصَيْتَ } أفتركت { أَمْرِي } وصيتي { قَالَ } هارون لموسى { يَبْنَؤُمِّ } ذكر أمه لكي يرفق به ويترحم عليه { لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي } ولا بشعر رأسي { إِنِّي خَشِيتُ } خفت { أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } بالقتل { وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } لم تنتظر قدومي فمن ذلك تركت القتال معهم ثم رجع موسى إلى السامري { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ } فما الذي حملك على عبادة العجل { يَٰسَامِرِيُّ قَالَ } السامري { بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } أي رأيت ما لم ير بنو إسرائيل قال له موسى وما رأيت دونهم قال رأيت جبريل على فرس بلقاء أنثى وهي دابة الحياة { فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ } من تراب حافر فرس جبريل { فَنَبَذْتُهَا } فطرحتها في فم العجل ودبره فخار { وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ } زينت { لِي نَفْسِي قَالَ } له موسى { فَٱذْهَبْ } يا سامري { فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ } ما حييت { أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } لا تخالط أحداً ولا يخالطك { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً } أجلاً يوم القيامة { لَّن تُخْلَفَهُ } لن تجاوزه { وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً } أقمت عليه عابداً { لَّنُحَرِّقَنَّهُ } بالنار ويقال لنبردنه بالمبرد { ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً } لنذرينه في البحر ذروا { إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } بلا ولد ولا شريك { وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } علم ربنا بكل شيء { كَذٰلِكَ } هكذا { نَقُصُّ عَلَيْكَ } يا محمد ننزل عليك جبريل { مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ } بأخبار الأمم الماضية { وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً } قد أكرمناك بالقرآن فيه خبر الأولين والآخرين { مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ } من كفر به { فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً } شركاً { خَالِدِينَ فِيهِ } مقيمين في عقوبة الوزر { وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً } من الذنوب { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } النفخة الأخرى { وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } عمياً { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ } يتساورون فيما بينهم في هذا القول ويقول بعضهم لبعض { إِن لَّبِثْتُمْ } ما مكثتم في القبور { إِلاَّ عَشْراً } عشرة أيام.