الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ } * { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } * { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } * { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ } عبدتم العجل { مِن بَعْدِهِ } من بعد انطلاقه إلى الجبل { وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } كافرون { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } إقراركم { وَرَفَعْنَا } قلعنا ورفعنا وحبسنا { فَوْقَكُمُ } فوق رؤوسكم { ٱلطُّورَ } الجبل { خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم } اعملوا بما أعطيناكم من الكتاب { بِقُوَّةٍ } بجد ومواظبة النفس { وَٱسْمَعُواْ } أطيعوا ما تؤمرون { قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } كأنهم يقولون لولا الجبل لسمعنا قولك وعصينا أمرك { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } أدخل في قلوبهم حب عبادة العجل بكفرهم عقوبة لكفرهم { قُلْ } يا محمد إن كان حب عبادة العجل يعدل حب خالقكم { بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } يعني عبادة العجل { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } مصدقين في مقالتكم بأن آباءنا كانوا مؤمنين { قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } الجنة { عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً } خاصة { مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ } من دون المؤمنين بمحمد وأصحابه { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } فاسألوا الموت { إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } في مقالتكم { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ } لن يسألوا الموت { أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } بما عملت أيديهم في اليهودية { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ } باليهود { وَلَتَجِدَنَّهُمْ } يا محمد يعني اليهود { أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ } على بقاء في الدنيا { وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } وأحرص من الذين أشركوا مشركي العرب { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ } يتمنى أحدهم { لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } أن يعيش ألف نيروز ومهرجان { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ } بمباعده { مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ } إن عاش ألف سنة { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } من المعاصي والاعتداء وما يكتمون من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ثم نزل في قولهم وهو قول عبدالله ابن صوريا إن جبريل عدونا { قُلْ } يا محمد { مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ } عدو لله { نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ } نزل الله جبريل { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بأمر الله { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتاب { وَهُدًى } من الضلالة { وَبُشْرَىٰ } بشارة للمؤمنين بالجنة { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ } ولملائكته { وَرُسُلِهِ } ولرسله { وَجِبْرِيلَ } ولجبريل { وَمِيكَالَ } ولميكال { فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } لليهود، وأيضاً رسله وجبريل وميكائيل وسائر المؤمنين أعداء لهم { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ } جبريل بآيات { بَيِّنَاتٍ } مبينات واضحات بالأمر والنهي { وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ } يجحد بالآيات { إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ } الكافرون اليهود.