الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } * { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ } اختاروا الدنيا على الآخرة والكفر على الإيمان { فَلاَ يُخَفَّفُ } لا يهون ويقال لا يرفع { عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يمنعون من عذاب الله { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } التوراة { وَقَفَّيْنَا } أتبعنا وأرددنا { مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَآتَيْنَا } أعطينا { عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ } الأمر والنهي والعجائب والعلامات { وَأَيَّدْنَاهُ } قويناه وأعناه { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } بجبرائيل المطهر { أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ } يا معشر اليهود { رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ } بما لا يوافق قلوبكم ودينكم { ٱسْتَكْبَرْتُمْ } تعظمتم عن الإيمان به { فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ } يقول كذبتم فريقاً محمداً صلى الله عليه وسلم وعيسى { وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } وفريقاً قتلتم يحيى وزكريا { وَقَالُواْ } يعني اليهود { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } من قولك يا محمد أي قلوبنا أوعية لكل علم وهي لا تعي علمك وكلامك { بَل } رد عليهم { لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } طبع الله على قلوبهم { بِكُفْرِهِمْ } عقوبة لكفرهم { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } ما يؤمنون قليلاً ولا كثيراً ويقال ما يؤمنون بقليل ولا بكثير { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ } { مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ } موافق { لِّمَا مَعَهُمْ } من الكتاب بالتوحيد وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وبعض الشرائع كفروا به { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ } من قبل محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يَسْتَفْتِحُونَ } يستنصرون بمحمد والقرآن { عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من عدوهم أسد وغطفان ومزينة وجهينة { فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ } صفته ونعته في كتابهم { كَفَرُواْ بِهِ } جحدوا به { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ } سخطة الله وعذابه { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } على اليهود { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ } باعوا به أنفسهم { أَن يَكْفُرُواْ } بأن يكفروا { بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ } من الكتاب والرسول { بَغْياً } حسداً { أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } بأن نزل الله جبريل بفضله الكتاب والنبوة { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } يعني محمداً { فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ } فاستوجبوا لعنة على أثر لعنة { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } يهانون به ويقال شديد { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني اليهود { آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } يعني القرآن { قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا } يعني التوراة { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ } يعني سوى التوراة { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد { لِّمَا مَعَهُمْ } من الكتاب قالوا يا محمد آباؤنا كانوا مؤمنين قال الله { قُلْ } يا محمد { فَلِمَ تَقْتُلُونَ } قتلتم { أَنبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ } من قبل هذا { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } إن كنتم مصدقين في مقالتكم.