الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } * { ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

{ بَلَىٰ } رد عليهم { مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } أي أشرك بالله { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ } أوبقه شركه أي مات عليه { فَأُوْلَـۤئِكَ } أهل هذه الصفة { أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دائمون لا يموتون فيها ولا يخرجون منها ثم ذكر الذين آمنوا فقال { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دائمون لا يموتون ولا يخرجون منها ثم ذكر أيضاً ميثاقه على بني إسرائيل فقال { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ } لا توحدون إلا الله ولا تشركون به شيئاً { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } براً بهما { وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ } وصلة الرحم للقرابة { وَالْيَتَامَىٰ } والإحسان إلى اليتامى { وَٱلْمَسَاكِينِ } والإحسان إلى المساكين { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } في شأن محمد صلى الله عليه وسلم حقاً ويقال حسناً صدقاً { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } وأعطوا زكاة أموالكم { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } أعرضتم عن الميثاق. { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ } من آبائكم ويقال إلا قليلاً منكم عبد الله ابن سلام وأصحابه { وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } مكذبون تاركون له { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } في الكتاب { لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ } لا تقتلون بعضكم بعضاً { وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ } أي بعضكم بعضاً { مِّن دِيَارِكُمْ } من منازلكم يعني بني قريظة والنضير { ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ } قبلتم { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } تعلمون ذلك { ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ } يا هؤلاء { تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ } بعضكم بعضاً { وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ } من منازلهم { تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ } تعاونون بعضكم بعضاً { بِٱلإِثْمِ } بالظلم { وَالْعُدْوَانِ } الاعتداء { وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ } يعني أسارى أهل دينكم { تُفَادُوهُمْ } من العدو مقدم ومؤخر { وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ } أي إخراجهم وقتلهم محرم عليكم { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ } ببعض ما في الكتاب تفادون أسراءكم من عدوكم { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } وتتركون أسراء أصحابكم ولا تفادونهم يقال أتؤمنون ببعض الكتاب بما تهوى أنفسكم وتكفرون ببعض بما لا تهوى أنفسكم { فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } إلا عذاب في الدنيا بالقتل والسبي { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ } يرجعون { إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ } أسفل العذاب { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } بتارك عقوبة { عَمَّا تَعْمَلُونَ } من المعاصي ويقال ما تكتمون.