الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } * { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } * { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } * { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } * { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وثبتوا على الكفر { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ } العظة { ءَأَنذَرْتَهُمْ } خوفتهم بالقرآن { أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ } لم تخوفهم { لاَ يُؤْمِنُونَ } لا يريدون أن يؤمنوا ويقال لا يؤمنون في علم الله { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبهِمْ } طبع الله على قلوبهم { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } غطاء { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } شديد في الآخرة وهم اليهود كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وجدي بن أخطب ويقال هم مشركو أهل مكة عتبة وشيبة والوليد { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ } في السر وصدقنا بإيماننا بالله { وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } وبالبعث بعد الموت الذي فيه جزاء الأعمال { وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } في السر ولا مصدقين في إيمانهم { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } يخالفون الله ويكذبونه في السر ويقال اجترعوا على الله حتى ظنوا أنهم يخادعون الله { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أبا بكر وسائر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَا يَخْدَعُونَ } يكذبون { إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } وما يعلمون أن الله يطلع نبيه على سر قلوبهم { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك ونفاق وخلاف وظلمة { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } شكاً ونفاقاً وخلافاً وظلمة { وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع في الآخرة يخلص وجعه الى قلوبهم { بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } في السر وهم المنافقون عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني اليهود { لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بتعويق الناس عن دين محمد صلى الله عليه وسلم { قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } لها بالطاعة { أَلاۤ إِنَّهُمْ } بلى إنهم { هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ } لها بالتعويق { وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } لا يعلم سفلتهم أن رؤساءهم هم الذين يضلونهم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } لليهود { آمِنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ } عبد الله بن سلام وأصحابه { قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ } الجهال الخرقى { أَلاۤ إِنَّهُمْ } بلى إنهم { هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ } الجهال الخرقى { وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } ذلك { وَإِذَا لَقُواْ } يعني المنافقين { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني أبا بكر وأصحابه { قَالُوۤا آمَنَّا } في السر وصدقنا بإيماننا كما آمنتم له في السر وصدقتم به { وَإِذَا خَلَوْاْ } رجعوا { إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ } كهنتهم ورؤسائهم وهم خمسة نفر كعب بن الأشرف بالمدينة وأبو بردة الأسلمي في بني أسلم وابن السوداء بالشام وعبد الدار في جهينة وعوف بن عامر في بني عامر { قَالُوۤاْ } لرؤسائهم { إِنَّا مَعَكُمْ } على دينكم في السر { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه بلا إله إلا الله { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ } في الآخرة يعني يفتح لهم باباً إلى الجنة ثم يغلق دونهم فيستهزىء بهم المؤمنون { وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } يتركهم في الدنيا في كفرهم وضلالتهم يعمهون يمضون عمهة لا يبصرون.