الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } * { فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } * { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } * { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ } عرفتم وسمعتم عقوبة { ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ } بأخذ الميثاق { فِي ٱلسَّبْتِ } يوم السبت في زمن داود { فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } صيروا قردة ذليلين صاغرين { فَجَعَلْنَاهَا } قردة { نَكَالاً } عقوبة { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } لما قبلها من الذنوب { وَمَا خَلْفَهَا } ولكي يكونوا عبرة لمن خلفهم لكي لا يقتدوا بهم { وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } عظة ونهياً للمتقين لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم ذكر قصة البقرة فقال { وَإِذْ قَالَ } وقد قال { مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } من البقور { قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً } أتستهزىء بنا يا موسى { قَالَ } موسى { أَعُوذُ بِٱللَّهِ } أمتنع بالله { أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } من المستهزئين بالمؤمنين فلما علموا أنه صادق { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } صغيرة أو كبيرة هي { قَالَ } موسى { إِنَّهُ يَقُولُ } أي يقول الله { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ } لا كبيرة { وَلاَ بِكْرٌ } ولا صغيرة { عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ } نصف أي وسط بين الصغير والكبير { فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } ولا تسألوا { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا } ما لون البقرة { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ } الظلف والقرن سوداء البدن { فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا } صاف لونها { تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } تعجب الناظرين إليها { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } عاملة هي أم لا { إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } تشاكل علينا { وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } إلى وصفها ويقال إلى قاتل عاميل { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ } لا مذللة { تُثِيرُ ٱلأَرْضَ } تحرث الأرض { وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ } لا يستسقى عليها بالسواقي الحرث { مُسَلَّمَةٌ } من كل عيب { لاَّ شِيَةَ فِيهَا } لا وضح فيها ولا بياض { قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ } الآن تبين لنا الصفة فطلبوها واشتروا بملء مسكها ذهباً { فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } في بدء الأمر ويقال من غلاء ثمنها ثم ذكر المقتول فقال { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً } عاميل { فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } فاختلفتم في قتلها { وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ } مظهر { مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } من قتلها { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ } عنى المقتول { بِبَعْضِهَا } أي بعضو من أعضائها ويقال بذنبها ويقال بلسانها { كَذَلِكَ } كما أحيا الله عاميل { يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ } للبعث { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } إحياءه { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تصدقوا بالبعث بعد الموت.