الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٱكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } أعطينا موسى التوراة { وَٱلْفُرْقَانَ } يعني بينا فيها الحلال والحرام والأمر والنهي وغير ذلك ويقال النصرة والدولة على فرعون { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا من الضلالة ثم ذكر قصة موسى مع قومه فقال { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم } ضررتم أنفسكم { بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ } بعبادتكم العجل فقالوا لموسى فبماذا تأمرنا فقال لهم { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } إلى خالقكم قالوا كيف نتوب فقال لهم { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } فليقتل الذي لم يعبد العجل الذي عبده { ذَلِكُمْ } التوبة.

والقتل { خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ } خالقكم { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } فتجاوز عنكم { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } المتجاوز لمن تاب { ٱلرَّحِيمُ } على من مات على التوبة { وَإِذْ قُلْتُمْ } وقد قلتم { يَامُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } لن نصدقك فيما تقول { حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } معاينة كما رأيت { فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } فأحرقتكم النار { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } إليها { ثُمَّ بَعَثْنَاكُم } أحييناكم { مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ } حرقكم { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا إحيائي { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ } في التيه { وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } في التيه { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ } حلالات { مَا رَزَقْنَاكُمْ } أعطيناكم ولا ترفعوا لغد فرفعوا { وَمَا ظَلَمُونَا } وما نقصونا بما رفعوا { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } يضرون { وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } قرية أريحا { فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ } ومتى ما شئتم { رَغَداً } موسعاً عليكم { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً } ركعاً { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } أن تحط عنا خطايانا ويقال لا إله إلا الله { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } في حسناتهم { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أنفسهم وهم أصحاب الحطة { قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } أمر لهم فقالوا حنطة شمقاتاً يعني الحنطة الحمراء { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } غيروا القول وهم أصحاب الحطة { رِجْزاً } طاعوناً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } يغيرون ما أمروا به.

{ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } في التيه { فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } الذي معك وكان حجراً أعطاه الله إياه عليه اثنا عشر ثدياً كثدي المرأة يخرج من كل ثدي نهر إذا ضرب عصاه عليه { فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً } نهراً { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ } سبط { مَّشْرَبَهُمْ } من نهرهم قال الله لهم { كُلُواْ } من المن والسلوى { وَٱشْرَبُواْ } من الأنهار كلها { مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ } لكم { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } ولا تمشوا في الأرض بالفساد وخلاف أمر موسى.