الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ } * { وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ } * { فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُولَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } * { يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ } * { وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ }

{ وَإِذْ قُلْنَا } وقد قلنا { لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } سجدة التحية { فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ } عن أمر الله { وَٱسْتَكْبَرَ } تعاظم عن السجود لآدم { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } بعد وصار من الكافرين بآبائه عن أمر الله ويقال وكان في علم الله أنه يصير من الكافرين ويقال كان من أول الكافرين ثم ذكر قصة آدم وحواء فقال { وَقُلْنَا يَاآدَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ } ادخل أنت وحواء الجنة { وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً } موسعاً عليكما { حَيْثُ شِئْتُمَا } ومتى شئتما { وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ } لا تأكلا من هذه الشجرة شجرة العلم عليها من كل لون وفن { فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّالِمِينَ } فتصيرا من الضارين لأنفسكما { فَأَزَلَّهُمَا } فاستزلهما { ٱلشَّيْطَانُ عَنْهَا } عن الجنة { فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ } من الرغد { وَقُلْنَا } لآدم وحواء وطاوس وحية وإبليس { ٱهْبِطُواْ } انزلوا إلى الأرض { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } منزل { وَمَتَاعٌ } منفعة ومعاش { إِلَىٰ حِينٍ } إلى حين الموت { فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ } حفظ آدم من ربه ويقال لقن فتلقن وألهم قتلهم { كَلِمَاتٍ } لكي تكون سبباً له ولأولاده إلى التوبة { فَتَابَ عَلَيْهِ } فتجاوز عنه { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } المتجاوز { ٱلرَّحِيمُ } لمن مات على التوبة { قُلْنَا } لآدم وحواء وحية وطاوس وإبليس { ٱهْبِطُواْ مِنْهَا } من السماء { جَمِيعاً } ثم ذكر ذرية آدم فقال { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم } فلما يأتينكم وحين يأتينكم وكلما يأتينكم { مِّنِّي هُدًى } كتاب ورسول { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ } الكتاب والرسول { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلهم من العذاب { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما خلفوا من خلفهم ويقال بلا خوف عليهم بالدوام ولا هم يحزنون بالدوام ويقال فلا خوف عليهم إذا ذبح الموت ولا هم يحزنون إذا أطبقت النار { وَٱلَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } بالكتاب والرسول { أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النارِ { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } في النار دائمون لا يموتون ولا يخرجون ثم ذكر منته على بني إسرائيل فقال { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ } يا أولاد يعقوب { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ } اشكروا واحفظوا منتي { ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } مننت عليكم بالكتاب والرسول والنجاة من فرعون والغرق والمن والسلوى وغير ذلك { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ } أتموا عهدي في هذا النبي صلى الله عليه وسلم { أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } أدخلكم الجنة { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } فخافوني في نقض العهد ولا تخافوا غيري { وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ } جبريل به { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وبعض الشرائع { لِّمَا مَعَكُمْ } من الكتاب { وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي } بكتمان صفة محمد ونعته { ثَمَناً قَلِيلاً } عوضاً يسيراً من المأكلة. { وَإِيَّايَ فَٱتَّقُونِ } فخافوني في هذا النبي صلى الله عليه وسلم.