الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }

{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } كلام حسن لأخيك في المغيب بالدعاء والثناء { وَمَغْفِرَةٌ } تجاوز عن مظلمة { خَيْرٌ } لك وله { مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً } تمن بها عليه وتؤذيه بذلك { وَٱللَّهُ غَنِيٌّ } عن صدقة المنان { حَلِيمٌ } إذ لم يعجل بعقوبة المنة { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم } أجر صدقاتكم { بِٱلْمَنِّ } على الله معناه العجب { وَٱلأَذَىٰ } لصاحبها { كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ } سمعة الناس { وَلاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بالبعث بعد الموت { فَمَثَلُهُ } مثل صدقة المنان وصدقة المشرك { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ } حجر { عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ } مطر شديد { فَتَرَكَهُ صَلْداً } أجرد نقياً بلا تراب { لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ } على ثواب شيء في الآخرة { مِّمَّا كَسَبُواْ } أنفقوا في الدنيا يقول لا يجد المنان والمؤذي ثواب صدقته كما لا يوجد على الصفوان التراب بعد ما أصابه المطر الشديد { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } لا يثيب { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } والمرائين بنفقتهم في الشرك والرياء كذلك المنان لا يثيبه الله بنفقته { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ } مثل أموال الذين ينفقون أموالهم { ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ } طلب رضا الله { وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } تصديقاً وحقيقة ويقيناً من قلوبهم بالثواب { كَمَثَلِ جَنَّةٍ } بستان { بِرَبْوَةٍ } بمكان مرتفع مستو { أَصَابَهَا وَابِلٌ } مطر شديد كثير { فَآتَتْ أُكُلَهَا } أخرجت ثمرها { ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ } مطر كثير { فَطَلٌّ } فرش مثل الرذاذ يعني الندى وهذا مثل نفقة المؤمن إذا كان الإخلاص والخشية قليلة أو كثيرة يضاعف ثوابها كما يضاعف ثمرة البستان { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } تنفقون { بَصِيرٌ*أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ } يتمنى أحدكم { أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ } بستان { مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } كروم { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } تطرد الأنهار من تحت شجرها ومساكنها وغرفها { لَهُ فِيهَا } في الجنة { مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } من ألوان الثمرات { وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ } عجزة عن الحيلة { فَأَصَابَهَآ } يعني تلك الجنة { إِعْصَارٌ } يعني ريح حار أو بارد { فِيهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } العلامات بالأمر والنهي { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } لكي تتفكروا في أمثال القرآن وهذا مثل الكافرين في الآخرة يكونون بلا حيلة ولا رجوع إلى الدنيا كما أن هذا الكبير بقي بلا حيلة ولا رجوع إلى قوته وشبابه.