الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ } * { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }

{ ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ } الذي لا يموت { ٱلْقَيُّومُ } القائم الذي لا بدء له { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ } نعاس { وَلاَ نَوْمٌ } ثقيل فيشغله عن تدبيره وأمره { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الملائكة { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ } من أهل السموات والأرض يوم القيامة { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } بأمره { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } بين أيدي الملائكة من أمر الآخرة لمن تكون الشفاعة { وَمَا خَلْفَهُمْ } من أمر الدنيا { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ } يقول لا تعلم الملائكة شيئاً من أمر الدنيا والآخرة إلا ما علمهم الله { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يقول كرسيه أوسع من السموات والأرض { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا } لا يثقل عليه حفظ العرش والكرسي بغير الملائكة { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ } أعلى من كل شيء { ٱلْعَظِيمُ } أعظم من كل شيء { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ } لا يكره أحد على التوحيد من أهل الكتاب والمجوس بعد إسلام العرب { قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } الإيمان من الكفر والحق من الباطل ثم نزلت في منذر بن ساوي التميمي { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ } بأمر الشيطان وعبادة الأصنام { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ } وبما جاء منه { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } فقد أخذ بالثقة بلا إله إلا الله { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } لا انقطاع ولا زوال ولا هلاك ويقال لا انقطاع لصاحبها عن نعيم الجنة ولا زوال عن الجنة ولا هلاك بالبقاء في النار { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لهذه المقالة { عَلِيمٌ } بثوابها ونعيمها { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } حافظ وناصر الذين آمنوا يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } فقد أخرجهم ووفقهم حتى خرجوا من الكفر إلى الإيمان { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعني كعب بن الأشرف وأصحابه { أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ } الشيطان.

{ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَاتِ } يدعونهم من الإيمان إلى الكفر { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يموتون ولا يخرجون منها أبداً { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر { إِلَى ٱلَّذِي } عن الذي { حَآجَّ } خاصم { إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } في دين ربه { أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } أعطاه وهو نمرود بن كنعان { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } يحيي البعث ويميت الدنيا { قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ } له ائتني ببيان ذلك قال فأتي برجلين من السجن فقتل واحداً وترك واحداً وقال هذا بيان ذلك قال إبراهيم { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ } من نحو المشرق { فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ } من نحو المغرب { فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } خصم وقصم الذي كفر أي سكت بغير الحجة { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } إلى الحجة { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين يعني نمرود.