الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } * { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَٰهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }

{ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالإحسان والفضل { حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } وليس بواجب لأنه فضل على المهر وعلى وجه الإحسان { كَذَلِك } هكذاَ { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ } أمره ونهيه كما بين هذا { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ما أمرتم به ثم ذكر خبر غزاة بني إسرائيل فقال { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر يا محمد في القرآن { إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ } من منازلهم لقتال عدوهم { وَهُمْ أُلُوفٌ } ثمانية آلاف فجبنوا عن القتال { حَذَرَ ٱلْمَوْتِ } مخافة القتل { فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ } فأماتهم الله مكانهم { ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } بعد ثمانية أيام { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ } لذو من { عَلَى ٱلنَّاسِ } على هؤلاء لإحيائهم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } الحياة ثم قال لهم الله بعد ما أحياهم { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } في طاعة الله مع عدوكم { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لمقالتكم { عَلِيمٌ } بنياتكم وعقوبتكم إن لم تفعلوا ما أمرتم به ثم حث المؤمنين على الصدقة فقال { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } في الصدقة محتسباً صادقاً من قبله { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً } بواحدة ألفي ألف { وَٱللَّهُ يَقْبِضُ } يقتر { وَيَبْسُطُ } يوسع المال على من يشاء في الدنيا { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت فتجزون بأعمالكم نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يكنى أبا الدحداح أو أبا الدحداحة { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ } ألم تخبر عن قوم { مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ } اشمويل { ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً } بين لنا ملك الجيش { نُّقَاتِلْ } بأمره مع عدونا { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ } أتقدرون وإن قرأت بخفض السين تقول أحسبتم { إِن كُتِبَ } إن فرض { عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ } مع عدوكم { أَلاَّ تُقَاتِلُواْ } عدوكم { قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ } ولم لا نقاتل العدو { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا } من منازلنا { وَأَبْنَآئِنَا } وسبي ذرارينا { فَلَمَّا كُتِبَ } أوجب { عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن قتال عدوهم { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } الذين تولوا عن قتال عدوهم.