الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ ٱلْكِتَابِ وَٱلْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ بِٱلْمَعْرُوفِ ذٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ فَإِنْ طَلَّقَهَا } الثالثة { فَلاَ تَحِلُّ لَهُ } تلك المرأة { مِن بَعْدُ } التطليقة الثالثة { حَتَّىٰ تَنْكِحَ } تتزوج { زَوْجاً غَيْرَهُ } ويدخل بها الثاني { فَإِن طَلَّقَهَا } الزوج الثاني نزلت في عبد الرحمن بن الزبير { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ } على الزوج الأول والمرأة { أَن يَتَرَاجَعَآ } بمهر ونكاح جديد { إِن ظَنَّآ } علما { أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ } أحكام الله فيما بين المرأة والزوج { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } هذه أحكام الله وفرائضه { يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أنه من الله ويصدقون بذلك { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } واحدة { فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } عدتهن قبل الاغتسال من الحيضة الثالثة { فَأَمْسِكُوهُنَّ } فراجعوهن { بِمَعْرُوفٍ } بحسن الصحبة والمعاشرة { أَوْ سَرِّحُوهُنَّ } اتركوهن حتى يغتسلن ويخرجن من العدة { بِمَعْرُوفٍ } يؤدي حقهن { وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً } بالضرار { لِّتَعْتَدُواْ } لتظلموا عليه ولتطيلوا عليهن العدة { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ } الضرار { فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } ضر بنفسه { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ } أمر الله ونهيه { هُزُواً } استهزاء لا تعلمون بها { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } احفظوا منة الله { عَلَيْكُمْ } الإسلام { وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ ٱلْكِتَابِ } في الكتاب من الأمر والنهي { وَٱلْحِكْمَةِ } الحلال والحرام { يَعِظُكُمْ بِهِ } ينهاكم عن الضرار { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله في الضرار { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من الضرار وغيره { عَلِيمٌ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } تطليقة واحدة أو تطليقتين { فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } فانقضت عدتهن وأردن أن يرجعن إلى أزواجهن الأول مهر ونكاح جديد { فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ } تمنعوهن { أَن يَنكِحْنَ } أن يتزوجن { أَزْوَاجَهُنَّ } الأول وإن قرأت بخفض الضاد فهو الحبس { إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ } إذا اتفقوا فيما بينهم { بِٱلْمَعْرُوفِ } بمهر ونكاح جديد { ذٰلِكَ } الذي ذكرت { يُوعَظُ بِهِ } يؤمر به { مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكُمْ } الذي ذكرت { أَزْكَىٰ لَكُمْ } أصح لكم { وَأَطْهَرُ } لقلوبكم وقلوبهن من الريبة والعداوة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } حب المرأة للزوج { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك نزلت هذه الآية في معقل بن يسار المزني لمنعه أخته جميلة الرجوع إلى زوجها الأول عبد الله بن عاصم بمهر ونكاح جديد فنهاه الله عن ذلك.