الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأُوْلـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } * { فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ يَسْأَلُونَكَ } يا محمد { عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ } يقول يسألونك عن القتال في الشهر الحرام يعني رجباً { قُلْ قِتَالٌ فِيهِ } في رجب { كَبِيرٌ } في العقوبة { وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ولكن صرف الناس عن دين الله وطاعته { وَكُفْرٌ بِهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } وصد الناس عن المسجد الحرام { وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ } عقوبة { عِندَ ٱللَّهِ } من قتل عمرو بن الحضرمي { وَٱلْفِتْنَةُ } الشرك بالله { أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ } من قتل عمرو بن الحضرمي { وَلاَ يَزَالُونَ } يعني أهل مكة { يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ } يرجعوكم { عَن دِينِكُمْ } الإسلام { إِن اسْتَطَاعُواْ } قدروا { وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ } الإسلام { فَيَمُتْ } ومن يمت { وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلۤـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } بطلت أعمالهم وردت حسناتهم { فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } ولا يجزون بها في الآخرة { وَأُوْلۤـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } مقيمون لا يموتون ولا يخرجون ثم نزل أيضاً في شأن عبد الله بن جحش وأصحابه فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله ورسوله { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة { وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في قتل عمرو بن الحضرمي الكافر { أُوْلۤـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ } ينالون جنة الله { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لصنيعهم { رَحِيمٌ } بهم إذ لم يعاقبهم { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } نزلت في شأن عمر بن الخطاب لقوله اللهم أرنا رأيك في الخمر فقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم يسألونك عن الخمر والميسر عن شرب الخمر والقمار { قُلْ } يا محمد { فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ } بعد التحريم { وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } قبل التحريم بالتجارة بها { وَإِثْمُهُمَآ } بعد التحريم { أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } قبل التحريم ثم حرم بعد ذلك في كليهما { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ } نزلت في شأن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نتصدق من أموالنا فقال الله لنبيه ويسألونك ماذا ينفقون ماذا يتصدقون من أموالهم { قُلِ ٱلْعَفْوَ } ما فضل من القوت وأكل العيال ثم نسخ ذلك بآية الزكاة { كَذٰلِكَ } هكذا { يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } الأمر والنهي وهوان الدنيا { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي ٱلدُّنْيَا } أنها فانية { وَٱلآخِرَةِ } أنها باقية { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ } نزلت في شأن عبد الله بن رواحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالطة اليتامى في الطعام والشراب والمسكن يجوز أم لا فقال الله لنبيه ويسألونك عن اليتامى عن مخالطة اليتامى بالطعام والشراب والمسكن { قُلْ } يا محمد { إِصْلاَحٌ لَّهُمْ } ولمالهم { خَيْرٌ } من ترك مخالطتهم { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ } في الطعام والشراب والمسكن { فَإِخْوَانُكُمْ } فهم إخوانكم في الدين فاحفظوا أنصابهم { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ } لمال اليتيم { مِنَ ٱلْمُصْلِحِ } لمال اليتيم { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ } لحرم المخالطة عليكم { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } بالنقمة لمفسد مال اليتيم { حَكِيمٌ } يحكم بإصلاح مال اليتيم.