الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } * { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ أَمْ حَسِبْتُمْ } أظننتم يا معشر المؤمنين يعني عثمان وأصحابه { أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } أي لم تبتلوا بمثل ما ابتلى الذين مضوا من قبلكم من المؤمنين { مَّسَّتْهُمُ } أصابتهم { ٱلْبَأْسَآءُ } الخوف والبلايا والشدائد { وَٱلضَّرَّآءُ } الأمراض والأوجاع والجوع { وَزُلْزِلُواْ } حركوا في الشدة { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ } حتى قال رسولهم { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } به { مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ } على الأعداء قال الله لذلك النبي { أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ } على الأعداء بنجاتكم { قَرِيبٌ يَسْأَلُونَكَ } يا محمد وكان هذا السؤال قبل آية المواريث { مَاذَا يُنْفِقُونَ } على من يتصدقون { قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ } على من يتصدقون { فَلِلْوَالِدَيْنِ } فعلى الوالدين { وَٱلأَقْرَبِينَ } وعلى الأقربين ثم نسخت الصدقة بعد ذلك على الوالدين بآية المواريث { وَٱلْيَتَامَىٰ } يقول تصدقوا على اليتامى يتامى الناس { وَٱلْمَسَاكِينِ } مساكين الناس { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } الضيف النازل { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ } ما تنفقوا من مال على هؤلاء { فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } أي عالم به وبنياتكم يجزيكم به { كُتِبَ } فرض { عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ } في أوقات النفير العام مع النبي صلى الله عليه وسلم { وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً } الجهاد في سبيل الله { وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } تصيبون الشهادة الغنيمة { وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً } الجلوس عن الجهاد { وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ } لا تصيبون الشهادة ولا الغنيمة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } أن الجهاد خير لكم { وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } أن الجلوس شر لكم، نزلت في سعد بن أبي وقاص والمقداد بن الأسود وأصحابهما ثم نزلت في شأن عبد الله بن جحش وأصحابه وقتلهم عمرو بن الحضرمي وسؤالهم عن القتال في الشهر الحرام يعني رجباً آخر عشية جمادى الآخرة قبل رؤية هلال رجب وملامة المشركين لهم بذلك.