الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم وَأَخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَٱقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَإِنِ ٱنتَهَوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ للَّهِ فَإِنِ ٱنْتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله في الحل والحرم { ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } يبدؤونكم بالقتال { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ } لا تبتدئوا { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } المبتدئين بالقتال في الحل والحرم { وَٱقْتُلُوهُمْ } إِن بدؤوكم { حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } وجدتموهم في الحل والحرم { وَأَخْرِجُوهُم } من مكة { مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } كما أخرجوكم { وَٱلْفِتْنَةُ } الشرك بالله وعبادة الأوثان { أَشَدُّ } أمر { مِنَ ٱلْقَتْلِ } في الحرم { وَلا تُقَاتِلُوهُمْ } بالابتداء { عِنْدَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } في الحرم { حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ } في الحرم بالابتداء { فإِن قَاتَلُوكُمْ } بالابتداء { فَٱقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ } هكذا { جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } بالقتل { فَإِنِ ٱنتَهَوْاْ } عن الكفر والشرك وتابوا { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة { وَقَاتِلُوهُمْ } بالابتداء منهم في الحل والحرم { حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } الشرك بالله في الحرم { وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِ } يكون الإسلام والعبادة لله في الحرم.

{ فَإِنِ ٱنْتَهَواْ } عن قتالكم في الحرم { فَلاَ عُدْوَانَ } فلا سبيل لكم بالقتل { إِلاَّ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } المبتدئين بالقتل { ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ } الذي دخلت فيه لقضاء العمرة { بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ } الذي صدوك عنه { وَٱلْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ } بدل { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ } ابتدأ { عَلَيْكُمْ } بالقتل في الحرم { فَٱعْتَدُواْ } فابتدئوا { عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ } بالقتل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } واخشوا الله بالابتداء { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } معين المتقين بالنصرة { وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله لقضاء العمرة { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } يقول لا تمنعوا أيديكم عن النفقة في سبيل الله فتهلكوا ويقال لا تلقوا أنفسكم بأيديكم في التهلكة ويقال لا تنهكوا فتهلكوا أي لا تيأسوا من رحمة الله تهلكوا { وَأَحْسِنُوۤاْ } أي بالنفقة في سبيل الله ويقال أحسنوا الظن في الله ويقال أحسنوا النفقة في سبيل الله { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } بالنفقة في سبيل الله نزلت من قوله { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللهِ } إلى ههنا في المحرمين مع النبي صلى الله عليه وسلم لقضاء العمرة بعد عام الحديبية.