الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ فَمَن بَدَّلَهُ } غير وصية الميت { بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ } وزره { عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ } يغيرونه ونجا الميت منه { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لوصية الميت ومقالته { عَلِيمٌ } إن جار أو عدل ويقال عليم بفعل الوصي فكانوا ينفذون الوصية كما كانت وإن جار مخافة الوزر حتى نزل قوله { فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ } علم من الميت { جَنَفاً } ميلاً وخطأً { أَوْ إِثْماً } عمداً في الجنف { فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ } بين الورثة وبين الموصى له أي رده إلى الثلث والعدل { فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ } فلا حرج عليه في رده { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } للميت إن جار وأخطأ { رَّحِيمٌ } بفعل الموصي ويقال غفور للوصي رحيم حين رخص عليه الرد إلى الثلث والعدل { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ } فرض { عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ } فرض { عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } بالعدد ويقال كتب عليكم الصيام فرض عليكم الصيام بترك الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العتمة أو النوم قبل صلاة العتمة { كَمَا كُتِبَ } فرض { عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } من أهل الكتاب { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لكي تتقوا الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العشاء أو النوم قبل صلاة العشاء وهذا منسوخ بقوله { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ } بقوله { وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ } { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } ثلاثين يوماً مقدم ومؤخر { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } فليصم من أيام أخر بقدر ما أفطر من رمضان { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } يعني يطيقون الصوم { فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } فليطعم مكان كل يوم أفطر نصف صاع من حنطة لمسكين وهذه منسوخة بقوله { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } ويقال { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } يعني الفدية ولا يطيقون الصوم يعني الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة لا يطيقان الصوم فدية طعام مسكين فليطعمان مكان كل يوم أفطرا من رمضان نصف صاع من حنطة لمسكين { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً } زاد على منوين { فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ } بالثواب { وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ } من الفدية { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إذا كنتم تعلمون { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ } هو الذي { أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } جبريل بالقرآن جملة إلى سماء الدنيا فأملاه على السفرة ثم نزل به بعد ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم يوماً بيوم آية وآيتين وثلاثاً وسورة { هُدًى لِّلنَّاسِ } القرآن بيان من الضلالة للناس { وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ } واضحات من أمر الدين { وَٱلْفُرْقَانِ } الحلال والحرام والأحكام والحدود والخروج من الشبهات { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ } في الحضر { فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً } في شهر رمضان { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ } فليصم { مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ } بقدر ما أفطر { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ } أراد الله بكم رخصة الإفطار في السفر ويقول اختار الله لكم الإفطار في السفر { وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ } لم يرد أن يكون لكم العسر في الصوم في السفر ويقال لم يختر لكم الصوم في السفر { وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ } لكي تصوموا في الحضر عدة ما أفطرتم في السفر { وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ } لكي تعظموا الله { عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } كما هداكم لدينه ورخصته { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا رخصته.