الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }

{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } مع محمد صلى الله عليه وسلم { كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ } يقول كمثل المنعوق وهو الإبل والغنم مع الناعق وهو الراعي الذي ينعق بصوت بما لا يسمع أي لا يفهم كلامه أي كلام الراعي إذا قال له كل أو اشرب { إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ } عن الحق { بُكْمٌ } عن الحق { عُمْيٌ } عن الهدى أي يتصاممون ويتباكمون ويتعامون عن الحق والهدى { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } لا يفقهون أمر الله ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم كما لا تعقل الإبل والغنم كلام الراعي ثم ذكر أيضاً تحليل الحرث والأنعام فقال { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ } من حلالات { مَا رَزَقْنَاكُمْ } أعطيناكم من الحرث والأنعام { وَٱشْكُرُواْ للَّهِ } بذلك { إِن كُنْتُمْ } إذ كنتم { إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } ويقال إن كنتم تريدون بتحريمها عبادته فلا تحرموها فإن عبادة الله في تحليلها ثم بين ما حرم عليهم فقال { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ } التي أمر بذبحها { وَٱلدَّمَ } دم المسفوح { وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ } ما ذبح لغير اسم الله عمداً للأصنام { فَمَنِ ٱضْطُرَّ } أجهد إلى أكل الميتة { غَيْرَ بَاغٍ } غير خارج ولا مستحل { وَلاَ عَادٍ } يقول ولا قاطع الطريق ولا متعمد لأكلها بغير الضرورة { فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } فلا حرج عليه بأكل الميتة عند الضرورة شبعاً ولا يتزود منها شيئاً { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } فأكله فوق القوت { رَّحِيمٌ } حين رخص له أكل الميتة { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } ما بين الله في التوراة من صفة محمد ونعته { وَيَشْتَرُونَ بِهِ } بكتمانه { ثَمَناً قَلِيلاً } عوضاً يسيراً نزلت في كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وجدي بن أخطب { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ } ما يدخلون { فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } إلا الحرام ويقال إلا ما يكون نار في بطونهم يوم القيامة { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ } بكلام طيب { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } ولا يبرئهم من الذنوب ويقال ولا يثني عليهم ثناء حسناً { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } الكفر بالإيمان { وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } اليهودية بالإسلام ويقال اختاروا ما تجب به النار على ما تجب به الجنة { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } يقول فما أجرأهم على النار ويقال فما الذي أجرأهم على النار ويقال فما أعملهم بعمل أهل النار { ذَلِكَ } العذاب { بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } أي نزل جبرائيل بالقرآن والتوراة { بِٱلْحَقِّ } بتبيان الحق والباطل فكفروا به { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ } خالفوا ما في الكتاب من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وكتموا { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } لفي خلاف بعيد عن الهدى.