الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } * { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } * { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } * { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } * { وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلْمُسَخَّرِ بَيْنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } لنختبرنكم { بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوفِ } خوف العدو { وَٱلْجُوعِ } في قحط السنين { وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ } ذهاب الأموال { وَٱلأَنفُسِ } وذهاب الأنفس بالقتل والموت والأمراض { وَٱلثَّمَرَاتِ } وذهاب الثمرات ثم قال { وَبَشِّرِ } يا محمد { ٱلصَّابِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ } مما ذكرت { قَالُواْ إِنَّا للَّهِ } نحن عبيد الله { وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ } بعد الموت وإن لم نرض بقضائه لا يرضى عنا بأعمالنا { أُولَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ } مغفرة { مِّن رَّبِّهِمْ } في الدنيا { وَرَحْمَةٌ } من العذاب في الآخرة { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } للاسترجاع ثم ذكر كراهية المؤمنين للطواف بين الصفا والمروة من قبل الصنمين اللذين كانا عليهما فقال { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ } يقول الطواف بين الصفا والمروة { مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } مما أمر الله تعالى من مناسك الحج { فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ } لا مأثم عليه { أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا } بينهما { وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً } من زاد على الطواف الواجب { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ } يقبله { عَلِيمٌ } بنياتكم ويقال فإن الله شاكر يشكر اليسير ويجزي بالجزيل { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا } بيناً { مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ } من الأمر والنهي والعلامات في التوراة { وَٱلْهُدَىٰ } صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ } لبني إسرائيل { فِي ٱلْكِتَابِ } في التوراة { أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ } يعذبهم الله في القبر { وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } يلعنهم الخلائق غير الجن والإنس إذا سمعوا أصواتهم في القبر { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من اليهودية { وَأَصْلَحُواْ } وحدوا { وَبَيَّنُواْ } صفة محمد ونعته { فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ } أتجاوز عنهم { وَأَنَا التَّوَّابُ } المتجاوز لمن تاب { الرَّحِيمُ } لمن مات على التوبة { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ } بالله ورسوله { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ } عذاب الله { وَٱلْمَلاۤئِكَةِ } لعنة الملائكة { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } لعنة المؤمنين بعضهم بعضاً ترجع عليهم { خَالِدِينَ فِيهَا } في اللعنة { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ } لا يرفع ولا يرفعه ولا يهون عليهم العذاب { وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } يؤجلون من العذاب ثم وحد نفسه حين جحدوا وحدانيته فقال { وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } العاطف { ٱلرَّحِيمُ } العطوف ثم ذكر علامة وحدانيته فقال { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يقول في تخليقهما ويقال فيما خلق فيهما { وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } في تقليب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما { وَٱلْفُلْكِ } وفي السفن { ٱلَّتِي تَجْرِي } تسير { فِي ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ } في معايشهم { وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } وفيما أنزل الله { مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٍ } مطر { فَأَحْيَا بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } بعد قحطها ويبوستها { وَبَثَّ فِيهَا } خلق فيها { مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } ذكر و أنثى { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ } وفي تقليب الرياح يميناً وشمالاً قبولاً ودبوراً مرة بالعذاب ومرة بالرحمة { وَٱلسَّحَابِ ٱلْمُسَخَّرِ } وفي السحاب المذلل { بَيْنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } يقول في كل هؤلاء { لآيَاتٍ } لعلامات لوحدانية الرب { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون أنها من الله ذكر حب الكفار لمعبودهم في الدنيا وتبرؤ بعضهم من بعض في الآخرة.