{ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أي أنك نبي مرسل من الله { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } من الشاكين أنهم لا يعلمون { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ } لكل أهل دين قبلة { هُوَ مُوَلِّيهَا } مستقبلها بهوى نفسه ويقال ولكل وجهة لكل نبي قبلة وهي الكعبة هو موليها أمر أن يستقبلها { فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ } فبادروا بالطاعات يا أمة محمد من جميع الأمم { أَيْنَمَا تَكُونُواْ } في بر أو بحر { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ } يجيء بكم ويجمعكم الله { جَمِيعاً } فيجزيكم بالخيرات { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من جمعكم وغيره { قَدِيرٌ*وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ } في الصلاة { شَطْرَ } نحو { ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ } يعني الحرم { لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } إنه قبلة إبراهيم صلوات الله عليه { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } بساه { عَمَّا تَعْمَلُونَ } عما تكتمون من قبلة إبراهيم وغيرها { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } كنت { فَوَلِّ وَجْهَكَ } في الصلاة { شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ } في بر أو بحر { فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ } في الصلاة { شَطْرَهُ } نحوه { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ } لعبد الله بن سلام وأصحابه { عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ } في تحويل القبلة لأن في كتابهم أن الحرم هو قبلة إبراهيم فإذا صليتم إليه لا تكون لهم عليكم حجة { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ولا الذين ظلموا في المقالة { مِنْهُمْ } كعب بن الأشرف وأصحابه ومشركو العرب { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } في صرف القبلة { وَٱخْشَوْنِي } في تركها { وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي } لكي أتم منتي { عَلَيْكُمْ } بالقبلة كما أتممت عليكم بالدين { وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } إلى قبلة إبراهيم { كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً } يقول اذكروني كما أرسلنا إليكم رسولاً { مِّنْكُمْ } من نسبكم { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ } يقرأ عليكم { آيَاتِنَا } يعني القرآن بالأمر والنهي { وَيُزَكِّيكُمْ } يطهركم بالتوحيد والزكاة والصدقة من الذنوب { وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ } يعني القرآن { وَٱلْحِكْمَةَ } الحلال والحرام { وَيُعَلِّمُكُم } من الأحكام والحدود وأخبار الأمم الماضية { مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } قبل القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم { فَٱذْكُرُونِيۤ } بالطاعة { أَذْكُرْكُمْ } بالجنة ويقال فاذكروني في الرخاء أذكركم في الشدة { وَٱشْكُرُواْ لِي } نعمتي { وَلاَ تَكْفُرُونِ } لا تتركوا شكرها { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ } على أداء فرائض الله وترك المعاصي وعلى المرازي { وَٱلصَّلاَةِ } وبكثرة صلاة التطوع بالليل والنهار على تمحيص الذنوب { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } معين وحافظ وناصر للصابرين على المرازي ثم ذكر مقالة المنافقين لشهداء بدر وأحد والمشاهد كلها مات فلان وذهب عنه النعيم والسرور لكي يغتم به المخلصون فقال الله { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله يوم بدر والمشاهد كلها { أَمْوَاتٌ } كسائر الأموات { بَلْ أَحْيَاءٌ } بل هم كأحياء أهل الجنة في الجنة يرزقون من التحف { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } لا تعلمون بكرامتهم وحالهم ثم ذكر ابتلاءه للمؤمنين.