الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ } * { قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } * { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ فَإِنْ آمَنُواْ } يعني أهل الكتاب { بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ } بجملة الأنبياء وكتبهم { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } من الضلالة بدين محمد وإبراهيم { وَّإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن الإيمان بالنبيين وكتبهم { فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ } في خلاف من الدين { فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ } يقول سيرفع الله عنك مؤنتهم بالقتل والإجلاء { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بعقوبتهم { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } أي اتبعوا دين الله { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً } ديناً { وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ } وقولوا نحن موحدون له بالعبادة والتوحيد { قُلْ } يا محمد لليهود والنصارى { أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ } أتخاصموننا في دين الله { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } الله ربنا وربكم { وَلَنَآ أَعْمَالُنَا } ديننا { وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } عليكم أعمالكم دينكم { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } مقرون له بالعبادة والتوحيد { أَمْ تَقُولُونَ } يا معشر اليهود والنصارى { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ } أولاد يعقوب { كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } كما تقولون { قُلْ } يا محمد { أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ } بدينهم { أَمِ ٱللَّهُ } وقد أخبرنا الله " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً " { وَمَنْ أَظْلَمُ } في كفره وأعتى وأجرأ على الله { مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } في التوراة في هذا النبي صلى الله عليه وسلم { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } بساه { َعَمَّا تَعْمَلُونَ } تكتمون من الشهادة { تِلْكَ أُمَّةٌ } جماعة { قَدْ خَلَتْ } قد مضت { لَهَا مَا كَسَبَتْ } من الخير { وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ } من الخير { وَلاَ تُسْأَلُونَ } يوم القيامة { عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في الدنيا { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ } الجهال من اليهود ومشركي العرب { مَا وَلَّـٰهُمْ } ما حولهم { عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } إلا ليرجعوا إلى دين آبائهم ويقال ما ولاهم أي شيء حولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وصلوا إليها يعني بيت المقدس { قُل } يا محمد { لِّلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ } الصلاة إلى الكعبة { وَٱلْمَغْرِبُ } والصلاة التي صليتم إلى بيت المقدس كلاهما بأمر الله { يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يثبت من يشاء على دين وقبلة مستقيمة.