{ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً } يعني الرؤساء من اليهود مع محمد { نَّبَذَهُ } طرحه ونقضه { فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَمَّا جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ } موافق بالصفة والنعت { لِّمَا مَعَهُمْ } من الكتاب { نَبَذَ } طرح { فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب { كِتَابَ ٱللَّهِ } يعني التوراة { وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ } خلف ظهورهم لم يؤمنوا بما فيه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ولم يبينوا { كَأَنَّهُمْ } جهلاء { لاَ يَعْلَمُونَ } تركت اليهود كتب الأنبياء كلها { وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ } عملوا بما كتبت الشياطين { عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ } في ذهاب ملك سليمان أربعين يوماً من السحر والنيرنجات { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ } ما كتب سليمان السحر والنيرنجات { وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ } كتبوا { يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ } يعني الشياطين ويقال اليهود { ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ } ولم ينزل على الملكين السحر والنيرنجات ويقال يعلمون ما ألهم الملكان أيضاً { بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ } ما يصفان يعني الملكين لأحد { حَتَّىٰ يَقُولاَ } أولاً { إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ } ابتلينا بهذه الدعوة ندعو بها لكي لا نشد العذاب على أنفسنا { فَلاَ تَكْفُرْ } فلا تتعلم ولا تعمل به { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا } بغير تعليمهما { مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } ما يأخذ به الرجل على المرأة { وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ } بالسحر والفرقة { مِنْ أَحَدٍ } لأحد { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } إلا بإرادة الله وعلمه { وَيَتَعَلَّمُونَ } يعني الشياطين واليهود والسحرة بعضهم من بعض { مَا يَضُرُّهُمْ } في الآخرة { وَلاَ يَنفَعُهُمْ } في الدنيا ولا في الآخرة { وَلَقَدْ عَلِمُواْ } يعني الملكين ويقال اليهود في كتابهم ويقال الشياطين { لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ } لمن اختار السحر والنيرنجات { مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ } في الجنة { مِنْ خَلاَقٍ } نصيب { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ } ما اختاروا به السحر أنفسهم يعني اليهود { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } ولكن لا يعلمون ويقال وقد كانوا يعلمون في كتابهم { وَلَوْ أَنَّهُمْ } يعني اليهود { آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَٱتَّقَوْاْ } تابوا من اليهودية والسحر { لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } لكان ثوابهم عند الله { خَيْرٌ } من السحر واليهودية { لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يصدقون بثواب الله ولكن لا يعلمون ولا يصدقون ويقال قد كانوا يعلمون في كتابهم ثم ذكر نهيه للمؤمنين عن لغة اليهود فقال { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لاَ تَقُولُواْ } لمحمد { رَاعِنَا } سمعك يا نبي الله { وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا } أي انظر إلينا واسمع منا يا نبي الله وكان بلغتهم راعنا اسمع لا سمعت فمن ذلك نهى الله المؤمنين عن لغة اليهود { وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون به وأطيعوا { وَلِلكَافِرِينَ } لليهود { عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم.