الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } * { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } * { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } * { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } * { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } * { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } * { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } * { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } * { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } * { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً }

{ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ } بالإيمان { هُدًى } بالشرائع ويقال يزيد الله الذين اهتدوا بالناسخ هدى المنسوخ { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } والصلوات الخمس { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً } خير ما يثيب الله به العباد الصلوات { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } أفضل مرجعاً في الآخرة { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني العاص بن وائل السهمي { وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } لئن كان ما يقول محمد في الآخرة حقاً لأعطين مالاً وولداً في الآخرة فرد الله عليه وقال { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ } أنظر في اللوح المحفوظ أن له ما يقول { أَمِ ٱتَّخَذَ } اعتقد { عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } بلا إله إلا الله فيكون له ما يقول { كَلاَّ } رد عليه لا يكون له ما يقول { سَنَكْتُبُ } سنحفظ { مَا يَقُولُ } من الكذب { وَنَمُدُّ لَهُ } نزيد له { مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } زيادة { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } في الجنة ونعطي غيره من المؤمنين { وَيَأْتِينَا } يوم القيامة { فَرْداً } وحيداً خالياً من المال والولد والخير نزلت هذه الآية في خباب بن الأرت وصاحبه في خصومة كانت بينهما { وَٱتَّخَذُواْ } عبدوا أهل مكة { مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً } يعني الأصنام { لِّيَكُونُواْ لَهُمْ } يعني الأصنام { عِزّاً } منفعة من عذاب الله { كَلاَّ } رد عليهم لا يكون لهم منفعة من عذاب الله { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ } سيتبرؤونَ يعني الأصنام من عبادة الكفار { وَيَكُونُونَ } يعني الأصنام { عَلَيْهِمْ } على الكفار { ضِدّاً } عوناً بالعذاب { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر يا محمد { أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ } سلطنا الشياطين { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } تزعجهم إلى معصية الله إزعاجاً وتغريهم إغراء { فَلاَ تَعْجَلْ } فلا تستعجل { عَلَيْهِمْ } بالعذاب { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } يعني النفس بعد النفس { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ } إلى جنة الرحمن { وَفْداً } ركباناً على النوق { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } عطاشاً { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ } لا تشفع الملائكة لأحد { إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ } من اعتقد { عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } بلا إله إلا الله { وَقَالُواْ } يعني اليهود { ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } عزيراً ابناً { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } قلتم قولاً منكراً عظيماً { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ } يتشققن { مِنْهُ } من قولهم { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } تتصدع الأرض { وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ } تسير الجبال { هَدّاً } كسراً { أَن دَعَوْا } بأن دعوا { لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } عزيراً ابناً { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } عزيراً ابناً.