الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } * { وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } * { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } * { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } * { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } * { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } * { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } * { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً } * { قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً }

{ وَمَا نَتَنَزَّلُ } من السماء { إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } يا محمد فقال له جبريل ذلك حين حبس الله عنه الوحي فيما سألته قريش عن الروح وذي القرنين وأصحاب الكهف { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَنَا } من أمر الدنيا { وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } ما بين النفختين { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } لم ينسك ربك منذ أوحي إليك { رَّبُّ } خالق { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب هو الله { فَٱعْبُدْهُ } فأطعه { وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } اصبر على عبادته { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } أحداً يسمى الله { وَيَقُولُ ٱلإِنْسَانُ } أبي بن خلف الجمحي بانكار البعث { أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } من القبر بعد الموت هذا ما لا يكون { أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ } أو لا يتعظ أبي بن خلف الجمحي { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } من قبل هذا من نطفة منتنة { وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } فإني قادر على أن أحييه { فَوَرَبِّكَ } أقسم بنفسه { لَنَحْشُرَنَّهُمْ } يوم القيامة يعني أبياً وأصحابه { وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ } لنجمعنهم { حَوْلَ جَهَنَّمَ } وسط جهنم { جِثِيّاً } جميعاً { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ } لنخرجن { مِن كُلِّ شِيعَةٍ } من كل أهل دين { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } جرأة بالقرآن { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا } أحق بها { صِلِيّاً } دخولا { وَإِن مِّنكُمْ } وما منكم من أحد { إِلاَّ وَارِدُهَا } داخلها يعني النار غير النبيين والمرسلين { كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } قضاء كائناً واجباً أن يكون { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الكفر والشرك والفواحش { وَّنَذَرُ } نترك { ٱلظَّالِمِينَ } المشركين { فِيهَا } في جهنم { جِثِيّاً } جميعاً دائماً { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } تقرأ عليهم على النضر وأصحابه { آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } بالأمر والنهي { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والبعث يعني النضر وأصحابه { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد والقرآن يعني أبا بكر وأصحابه { أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ } أهل دينين منا ومنكم { خَيْرٌ مَّقَاماً } منزلاً { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } مجلساً { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } قبل قريش { مِّن قَرْنٍ } من أمم خالية { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً } أكثر أموالاً وأولاداً { وَرِءْياً } أحسن منظراً { قُلْ } لهم يا محمد { مَن كَانَ فِي ٱلضَّلاَلَةِ } في الكفر والشرك { فَلْيَمْدُدْ } فليزدد { لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } زيادة في المال والولد فانظرهم يا محمد { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } من العذاب { إِمَّا ٱلعَذَابَ } يوم بدر بالسيف { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ } وإما عذاب يوم القيامة بالنار { فَسَيَعْلَمُونَ } وهذا وعيد لهم { مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً } منزلاً في الآخرة وضيقاً في الدنيا { وَأَضْعَفُ جُنداً } أهون ناضراً.