الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً } * { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } * { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } * { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } * { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } * { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ } خبر موسى { إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } معصوماً من الكفر والشرك والفواحش ويقال مخلصاً بالعبادة والتوحيد إن قرأت بكسر اللام { وَكَانَ رَسُولاً } إلى بني إسرائيل { نَّبِيّاً } يخبر عن الله تعالى { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ } الجبل { ٱلأَيْمَنِ } عن يمين موسى { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } أي قربناه حتى سمع صرير القلم ويقال كلمناه من قريب { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ } من نعمتنا { أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } وزيراً { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ } خبر إسماعيل { إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ } إذا وعد أنجز { وَكَانَ رَسُولاً } مرسلاً إلى قومه { نَّبِيّاً } يخبر عن الله { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ } قومه { بِٱلصَّـلاَةِ } بإتمام الصلاة { وَٱلزَّكَـاةِ } بإعطاء الزكاة الصدقة { وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } صالحاً { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِدْرِيسَ } خبر إدريس { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً } مصدقاً بإيمانه { نَّبِيَّاً } يخبر عن الله { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } في الجنة { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ } ذكرتهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وعيسى وإدريس وسائر الأنبياء { أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } أكرمهم الله بالنبوة والرسالة والإسلام { مِن ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } من ذرية نوح وأولاده { وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ } إسماعيل وإسحاق { وَإِسْرَائِيلَ } ومن ذرية يعقوب يوسف وإخوته { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا } أكرمنا بالإيمان { وَٱجْتَبَيْنَآ } اصطفينا بالإسلام ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } إذا تقرأ عليهم { آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } بالأمر والنهي { خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } يسجدون ويبكون من مخافة الله { فَخَلَفَ } فبقي { مِن بَعْدِهِمْ } من بعد الأنبياء والصالحين { خَلْفٌ } سوء { أَضَاعُواْ ٱلصَّلاَةَ } تركوا الصلاة وكفروا بالله { وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَاتِ } اشتغلوا باللذات في الدنيا وتزوج الأخوات من الأب وهم اليهود { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } واديا في جهنم { إِلاَّ مَن تَابَ } من اليهود { وَآمَنَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلَ صَالِحاً } خالصا فيما بينه وبين ربه { فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم ثم بين أي الجنة لهم فقال { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ } بالغائب عنهم { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } كائناً { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } في الجنة { لَغْواً } حلفاً باطلاً { إِلاَّ سَلاَماً } لكن يسلم بعضهم إلى بعض للإكرام { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا } طعامهم في الجنة { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } على مقدار بكرة وعشية في الدنيا { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ } هذه الجنة { ٱلَّتِي نُورِثُ } ننزل { مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } من الكفر والشرك ويقال مطيعاً لربه.