الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَـٰكِنِ ٱلظَّالِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ ٱلأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } * { يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَٱتَّبِعْنِيۤ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } * { يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً } * { يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } * { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً } * { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } * { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } * { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }

{ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } ما أسمعهم وما أبصرهم { يَوْمَ يَأْتُونَنَا } وهو يوم القيامة أن عيسى لم يكن الله ولا ولده ولا شريكه { لَـٰكِنِ ٱلظَّالِمُونَ } المشركون { ٱلْيَوْمَ } في الدنيا { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في كفر بيّن بقولهم إن عيسى هو الله أو ولده أو شريكه { وَأَنْذِرْهُمْ } يا محمد خوفهم { يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ } الندامة { إِذْ قُضِيَ ٱلأَمْرُ } فرغ من الحساب وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وذبح الموت { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } في جهلة وعمى عن ذلك { وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم وآله والقرآن والبعث بعد الموت { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ } نملك الأرض { وَمَنْ عَلَيْهَا } نملك من عليها ويقال نميت من فيها ونرث من عليها نميتهم ونحييهم { وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } يوم القيامة فأجزيهم بأعمالهم الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ } خبر إبراهيم { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً } مصدقاً بإيمانه { نَّبِيّاً } مرسلاً يخبر عن الله { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } آزر { يَٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ } من دون الله { مَا لاَ يَسْمَعُ } إن دعوته { وَلاَ يَبْصِرُ } إن عبدته { وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } من عذاب الله { يَٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي } من الله { مِنَ ٱلْعِلْمِ } البيان { مَا لَمْ يَأْتِكَ } ما لم يجىء إليك أن من عبد غير الله يعذبه الله تعالى بالنار { فَٱتَّبِعْنِيۤ } في دين الله { أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } أدلك إلى طريق عدل قائم يرضاه وهو الإسلام { يَٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ } لا تطع الشيطان في عبادة الأصنام { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً } كافراً { يَٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ } أعلم { أَن يَمَسَّكَ } يصيبك { عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } إن لم تؤمن به { فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } قريناً في النار { قَالَ } آزر { أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي } عن عبادة آلهتي { يَٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ } عن مقالتك { لأَرْجُمَنَّكَ } لأسبنك ويقال لأقتلنك { وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً } واعتزلني ما دمت حياً ويقال اتركني ولا تكلمني طويلا ويقال دهراً { قَالَ } إبراهيم { سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } أدعو لك ربي { إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } عالماً إن أراد أن يستجيب دعوتي { وَأَعْتَزِلُكُمْ } أترككم { وَمَا تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأوثان { وَأَدْعُو رَبِّي } أعبد ربي { عَسَىۤ } وعسى من الله واجب { أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي } بعبادة ربي { شَقِيّاً } خائباً { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ } تركهم { وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأوثان { وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ } الضاحك { وَيَعْقُوبَ } ولد الولد { وَكُلاًّ } إبراهيم وإسحاق ويعقوب { جَعَلْنَا نَبِيّاً } أكرمناهم بالنبوة والإسلام { وَوَهَبْنَا لَهْمْ مِّن رَّحْمَتِنَا } من نعمتنا ولداً صالحاً ومالاً حلالاً { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } أكرمناهم بالثناء الحسن.